قد عرفت أنّ التفكير فريضة إسلامية وانّ الإنسان بطبعه يفكِّر وينقض ويبرم ويتطلّع إلى موضوعات قابلة للتفكير فيطلب إجابة حاسمة لها، ومع ذلك نرى أنّ أُناساً يعدُّون من طبقة المحدِّثين ينكرون علم الكلام وينددون به تحت غطاء شبهات نذكرها تباعاً:[1]
1. لو كان المنطق طريقاً موصلاً، لم يقع الاختلاف بين أهل المنطق، لكنّا نجدهم مختلفين في آرائهم.
يلاحظ عليه: أنّ القائل استخدم المنطق في إبطال المنطق، فإنّ ما ذكره قياس استثنائي حيث قال: لكنّا نجدهم مختلفين فاستنتج بأنّ المنطق ليس طريقاً موصلاً.
أضف إلى ذلك انّ معنى كون المنطق آلة للاعتصام، هو انّه لو استعمل استعمالاً صحيحاً يعصم من الخطأ، وأمّا انّ كلّ مستعمل له، يستعمله صحيحاً
[1]نقل قسماً من هذه الشبهات، السيد الطباطبائي في الجزء الخامس من كتاب الميزان، فلاحظ ص 256ـ 271، طبعة بيروت.