عجبتُ من قوم أتوا أحمداً *** بخطة ليس لها موضعُ
قالوا له لو شئت أعلمتنا *** إلى من الغايةُ والمفزعُ
إذا تُوفّيتَ وفارقتنا *** وفيهمُ في المُلْك مَنْ يطمع
فقال لو أعلمتُكم مفزَعاً *** ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا
صَنيعَ أهلِ العِجل إذ فارقوا *** هارون، فالتَّرْك له أوسع
وفي الذي قال بيانٌ لمن *** كان له أُذنٌ بها يسمع
ثمّ أتَتْهُ بعد ذا عزمةٌ *** من ربِّه ليس لها مَدْفَع
أبلِغْ وإلاّ لم تكن مُبْلِغاً *** واللّه منهم عاصمٌ يَمْنع
فعندها قام النبيّ الذي *** كان بما يأمره يصدعُ
يخطبُ مأموراً وفي كفّه *** كفُّ عليّ نورُها يَلْمع
رافِعُها أكرمْ بكفّ الذي *** يرفع والكف التي تُرفَع
يقول والأملاكُ من حوله *** واللّه فيهم شاهدٌ يسمع
من كنتُ مولاه فهذا له *** مولىً فلم يرضوا ولم يقنَعوا
فاتّهموه وانحنتْ منهمُ *** على خلاف الصادق الأضلع
وضلّ قوم غاظَهم قولُه *** كأنّما آنافُهم تُجدع