فارقتكم مفكّر في هذه الآية: (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعي وَغِيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلى الجُوديّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَومِ الظّالِمين)[1] ، لم أبلغ المعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
قال هشام بن الحكم: فبينما هم في ذلك. إذ مرّ بهم جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام) فقال:(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهيراً)[2]، فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت أمر وصية محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)إلاّ إلى جعفر بن محمّد، واللّه ما رأيناه قطّ إلاّ هبناه واقشعرّت جلودنا لهيبته، ثمّ تفرّقوا مقرّين بالعجز.[3]
هذه نماذج من مناظرات أئمّة أهل البيت في مجالات مختلفة، و من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب «الاحتجاج» للعلاّمة الطبرسي و«بحار الأنوار» للعلاّمة المجلسي.
وقد تربى في أحضانهم رجال صاروا أبطال المناظرة، فخرجوا في حلبة الجدال العلمي بوجوه مشرقة، منهم: هشام بن الحكم، مؤمن الطاق، فضال بن حسن بن فضّال، إلى غير ذلك من متكلّمي عصر الأئمّة الذين تقرأ تفاصيل حياتهم في هذه الموسوعة.
[1]هود:44. [2]الإسراء:88. [3]الاحتجاج:2/306 و 307، المناظرة257.