إنّ الذكر الحكيم يعدّ التفكير فريضة دينية، يقول سبحانه: (الّذينَ يَذْكُرونَ اللّهَ قِياماً وقُعوداً وعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتفكَّرون في خَلْقِ السَّمواتِ وَالأَرْض ربّنا ما خَلَقْت هذا باطلاً).[1]
وقد تكرر قوله سبحانه في الذكر الحكيم: (انّ في ذلِكَ لآيات لقَوم يَتَفَكَّرون).[2]
فلو كانت الفريضة هي الجمود على ما ذكره السلف فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد، فلماذا حثَّ سبحانه على التفكير في آياته وخلقه؟! أليس في ذلك دعوة لمعرفة المبدئ وأسمائه وصفاته وأفعاله حسب الطاقة البشرية من خلال التدبّر في آثاره وآياته الكونية؟.
إنّه سبحانه عندما يندِّد بالملحدين والمشركين يخاطبهم بقوله: (قُلْ هاتُوا بُرهانكُم)، ويقول سبحانه: (أَم اتّخذوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرهانكُمْ هذا ذِكْرُ