الأُولى: انّ الصفات الجمالية متحقّقة في الذات، لكن لا تغاير بين الموصوف والوصف وجوداً، وإن كان بينهما تغاير مفهوماً، فالذات كلّها علم، وكلّها قدرة، وكلّها حياة وهكذا، ولا مانع من أن يكون قسم من الصفات ـ كالعلم ـ أمراً قائماً بالغير كما في الممكنات، وقسم منه أمراً قائماً بالذات كما في الواجب عزّ اسمه، وهذا مذهب الإمامية.
الثانية: انّ الذات نائب مناب الصفات، فالذات ببساطتها، تقوم بكلّ ما تقوم به الأوصاف، فكما أنّ الذات الموصوفة بالعلم والقدرة، والحياة يصدر منها الفعل بالعلم والإتقان ، وهكذا ذاته سبحانه، النائبة مناب الصفات، يكون فاعلاً عالماً و متقناً لفعله، وهذا هو القول بالنيابة، وبه قال بعض المعتزلة.
والمراد، ما وصف به سبحانه نفسه في القرآن والحديث فأثبتا له اليد و الاستواء والعين وغيرها، فقد أوجد تفسير هذه الصفات اختلافاً عظيماً بين المتكلّمين; فالأشاعرة على حملها بمعانيها اللغوية على اللّه سبحانه غاية الأمر «يقولون الكيف مجهول» وقد عُرِفُوا بالمثبِتة، أي مثبتة الصفات; والمعتزلة على تأويل اليد بالقدرة، والاستواء على الاستيلاء وقد عرفوا بنفاة الصفات أوبالمؤوّلة.
وأمّا الإمامية فقد ذهبوا إلى أنّ المتبع هو الظهور التصديقي، لا التصوّري،