فالاِمعان في هذه الآيات يثبت انّ الاِيمان هوالتصديق القلبي، يترتب
عليه أثر دنيوي وأُخروي، أمّا الدنيوي فحرمة دمه وعرضه وماله، إلاّ أن
يرتكب قتلاً أو يأتي بفاحشة.
وأمّا الاَُخروي فصحّة أعماله، واستحقاق المثوبة عليها وعدم الخلود
في النار، واستحقاق العفو والشفاعة في بعض المراحل.
ثمّ إنّ السعادة الاَُخروية رهن الاِيمان المشفوع بالعمل، لا يشكّ فيه
من له إلمام بالشريعة والآيات والروايات الواردة حول العمل، ومن هنا
يظهر بطلان عقيدة المرجئة التي كانت تزعم انّالعمل لا قيمة له في الحياة
الدينية، وتكتفي بالاِيمان فقط، وقد تضافر عن أئمّة أهل البيت _ عليهم السلام _
لعن المرجئة [3] قال الصادق _ عليه السلام _
:
وممّا ذكرنا تبيّن انّ الاَحاديث المروية في أنّ الاِيمان عبارة عن
معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالاَركان [5] لا تهدف تفسير حقيقة
الاِيمان، بل هي ناظرة إلى أنّ الاِيمان بلا عمل لا يكفي لوصول الاِنسان إلى السعادة، وانّ مزعمة المرجئة
[1]النحل:108. [2]البقرة:7. [3]لاحظ الوافي، للفيض الكاشاني: 3|46، أبواب الكفر والشرك، باب أصناف الناس . [4]البحار:66|19. [5]سنن ابن ماجة: ج1، باب الاِيمان، الحديث 65؛ خصال الصدوق، باب الثلاثة، الحديث 207؛ نهج البلاغة:
الحكم 227؛ بحار الاَنوار: ج69، ص 18، الباب 30.