ذهب ابن تيمية، وتبعه محمّد بن عبد الوهاب ـ مخالفين الاَُمّة
الاِسلامية جمعاء ـ إلى أنّه لا يجوز طلب الشفاعة من الاَولياء في هذه
النشأة ولا يجوز للموَمن أن يقول:
«يا رسول اللّه اشفع لي يوم القيامة».
وإنّما يجوز له أن يقول:
«اللّهمّ شفِّع نبينا محمّداً فينا يوم القيامة».
واستدلاّ على ذلك بوجوه تالية:
1. انّه من أقسام الشرك، أي الشرك بالعبادة، والقائل بهذا الكلام يعبد
الولي.[1]
والجواب عنه ظاهر، بما قدمناه في حقيقة الشرك في العبادة، وهي أن
يكون الخضوع والتذلّل لغيره تعالى باعتقاد انّه إله أو ربّ، أو انّه مفوض
إليه فعل الخالق وتدبيره وشوَونه، لا مطلق الخضوع والتذلّل.
2. انّ طلب الشفاعة من النبي يشبه عمل عبدة الاَصنام في طلبهم
الشفاعة من آلهتهم الكاذبة، يقول سبحانه:
(وَيعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هوَُلاءِ
شُفَعاوَُنا عِنْدَ اللّهِ) . [2]
وعلى ذلك فالاستشفاع من غيره سبحانه عبادة لهذا الغير. [3]
[1]الهدية السنية:42. [2]يونس:18. [3]كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب:6.