وبهذا المضمون آيات متعدّدة أُخرى في الكتاب المجيد، وما ذلك
إلاّ لاَنّ الموجود المحدود المتناهي مقهور للحدود والقيود الحاكمة عليه،
فإذا كان قاهراً من كلّ الجهات لم تتحكّم فيه الحدود، فاللاّ محدودية تلازم
وصف القاهرية.
ومن هنا يتضح انّ وحدته تعالى ليست وحدة عددية ولا مفهومية،
قال العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ :
«إنّ كلاً من الوحدة العددية كالفرد الواحد من النوع، والوحدة
النوعية كالاِنسان الذي هو نوع واحد في مقابل الاَنواع الكثيرة، مقهور
بالحدّ الذي يميّز الفرد عن الآخر والنوع عن مثله، فإذا كان تعالى لا يقهره
شيء وهو القاهر فوق كلّشيء، فليس بمحدود في شيء، فهو موجود لا
يشوبه عدم، وحقّ لا يعرضه باطل، فللّه من كلّ كمال محضه». [2]