المنقول عن المعتزلة هو انّ أفعال العباد مفوَّضة إليهم وهم الفاعلون
لها بما منحهم اللّه من القدرة، وليس للّه سبحانه شأن في أفعال عباده، قال
القاضي عبد الجبار:
«ذكر شيخنا أبو عليص :اتّفق أهل العدل على أنّ أفعال العباد من
تصرّفهم وقيامهم وقعودهم، حادثة من جهتهم، وانّ اللّه عزّ وجلّ أقدرهم
على ذلك ولا فاعل لها ولا محدث سواهم». [1]
وقال أيضاً:
«فصلٌ في خلق الاَفعال، و الغرض به، الكلام في أنّ أفعال العباد غير
مخلوقة فيهم وانّهم المحدثون لها». [2]
ثمّ إنّ دافع المعتزلة إلى القول بالتفويض هو الحفاظ على العدل الاِلهي، فلمّا
[1]المغني في أُصول الدين:6|41، الاِرادة. [2]شرح الاَُصول الخمسة:323.