ممّا يترتب على القول بالتحسين والتقبيح العقليين وجوب اللطف
على اللّه تعالى، وأشهر ما قيل في تعريفه هو : انّاللطف عبارة عمّا يقرّب
المكلّف إلى الطاعة، ويبعّده عن المعصية، ثمّ إن اتصل اللطف بوقوع
التكليف يسمّى لطفاً محصِّلاً، وإلاّ يسمّى لطفاً مقرِّباً، قال السيّد المرتضى:
«إنّ اللطف ما دعا إلى فعل الطاعة، وينقسم إلى ما يختار المكلّف
عنده فعل الطاعة ولولاه لم يختره، وإلى ما يكون أقرب إلى اختيارها، وكلا
القسمين يشمله كونه داعياً». [1]
وقال التفتازاني:
«وفي كلام المعتزلة انّ اللطف ما يختار المكلّف عنده الطاعة تركاً أو
إثباتاً أو يقرب منهما مع تمكّنه في الحالين، فإن كان مقرّباً من الواجب أو
ترك القبيح يسمّى لطفاً مقرّباً، وإن كان محصِّلاً له