فهوَلاء ليسوا بموَوِّلة بل هم مقتفون لظاهر الكتاب والسنّة، ولا
يكون تفسير الكتاب العزيز ـ على ضوء القرائن الموجودة فيه ـ تأويلاً
وإنّما هو اتّباع للنصوص والظواهر، وإن كان تأويلهم باختراع معان للآيات
من دون أن تكون في الآيات قرائن متصلة أو منفصلة دالّة عليها فليس
التأويل ـ بهذا المعنى ـ بأقلّ خطراً من الاِثبات المنتهي إمّا إلى التجسيم أو
إلى التعقيد والاِبهام.
وعلى ضوء ما قرّرنا من الضابطة والميزان، تقدر على تفسير ما ورد
في التنزيل من الوجه [1]والعين [2]و الجنب [3]والاِتيان [4]والفوقية [5]والعرش [6]
والاستواء [7] وما يشابهها، من دون أن تمسّ كرامة التنزية، ومن دون أن
تخرج عن ظواهر الآيات بالتأويلات الباردة غير الصحيحة.
[1](كُلّ شيءٍ هالِك إِلاّ وجهه) (القصص|88). [2](وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) (هود|37). [3](أَنْ تقول نفس يا حَسرتى عَلى ما فَرَّطْت في جَنْب اللّه) (الزمر|56). [4](وَجاءَ رَبّكَ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) ( الفجر |22) .(فَأتى اللّه بنيانهم من القواعد) (النحل|26). [5](يَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيهِمْ )(الفتح|10) . [6](إِذاً لابْتَغَوا إِلى ذِي الْعَرشِ سَبيلاً) ( الاِسراء|42). [7](الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرشِ اسْتَوى) (طه|5).