وعلى ذلك نقول: إن كان البداء في ما يحتسبه الناس ويقدّرونه فيجيء الأمر على خلاف ما توقّعوا فإنّ ذلك موضع إجماع; وإن كان البداء هو التغيير في المقدور، فذلك ما لم يقله أحد من أهل السنّة; لأنّه تغيير لعلمه، وذلك لا يجوز .[2]
التغيير في التقدير لا يلازم التغيير في العلم
ولا يخفى ما في كلام أبي زهرة هذا من الضعف وذلك:
أوّلاً: أن ما يدّعيه الشيعة الإماميّة من زيادة الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال لا يتفرّدون به، بل هو ممّا رواه أهل السنة في جوامعهم الحديثية، فلاحظ الأحاديث المروية عن أهل السنّة الّتي مرّت.[3]
ومن العجيب: أن يغفل الأُستاذ أبو زهرة عن ما رواه أئمة الحديث في هذا المجال.
وثانياً: أنّ الزيادة في الآجال والأرزاق، وإن كانت توجب
[1] الزمر: 47 .
[2] الإمام الصادق لأبي زهرة: 238 ـ 239 .
[3] راجع ص 49 تحت عنوان: روايات أهل السنّة و تأثير العمل الإنساني في المصير.
نام کتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 79