responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصدر الوجود بين العلم والفلسفة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 11

مختلفة، أنّ أقواماً عاشت قبل ظهور العلم والمسائل الفلسفيّة، كانت تعتقد بوجود خالق للكون ومصدر للحوادث، وذلك من خلال الخطوط والنقوش والأصنام، التي كانت تعتبر مظهراً للعلاقة بين الله والبشر. والتي عثروا عليها في تلك الآثار.

كلّ هذه الشواهد تشير إلى أنّ الاعتقاد بوجود الله، خالق العالم وموجد الكون موضوع فطري في جميع الأدوار التي عاشها الإنسان. وهو لم يستعن في نهجه وسيره هذا بمعلم أو مرب. ويلاحظ أنّ البشر من دون أن يجلب انتباهه قانون العلّة والمعلول نجده يتّجه بحكم الفطرة والغريزة إلى هذا الاعتقاد.

ما هو المقصود من أنّ التوحيد أمر فطري؟

كي يتّضح الموضوع أكثر للقرّاء الأعزّاء، نبيّن بإيجاز ما هو المراد بفطرية بعض الأُمور. إنّ القصد من فطرية أي كائن حي، هو أنّ الدافع والمحرّك له لا يكون إلاّ من ذاته، لا من عامل خارجي يدفعه إلى إنجاز ذلك العمل. وعلى سبيل المثال، نشاهد الفتيات في صغرهنّ يبدين علاقتهن ورغبتهنّ الخاصة لحضانة الطفل وتربيته، ويلاحظ أنّ كلّ فتاة تصنع «دُميّة» لها وتعتقد وتتظاهر أنّها بنتها، وتصنع لها الملابس وتتظاهر بإرضاعها إلى غير ذلك.. وتبدي عنايتها بها وكأنّها الأُم حقيقةً. إنّ عملها هذا لم يكن سوى ما تقتضيه فطرتها.

نام کتاب : مصدر الوجود بين العلم والفلسفة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست