responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 435

سؤال و إجابة

أمّا السؤال فهو: أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) خرج في وجه الدولة الأُموية لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد صرّح بذلك في خطبته، حيث قال: «إنّي لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت أطلب الصلاح في أُمّة جدّي محمد، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، أسير بسيرة جدّي وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحقّ وهو أحكم الحاكمين».[1]

ومع ذلك لم يكن قيامه مقروناً باحتمال التأثير، وقد صرّح بذلك عند مغادرته مكّة المكرمة باتجاه العراق، حيث قال في خطبة له: «وخيّر لي مصرع أنا لاقيه، وكأنّي بأوصالي تقطّعها ذئاب الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت».[2] ومع ذلك كيف يقال بأنّ الأمر بالمعروف مشروط باحتمال التأثير؟

وأمّا الجواب فبوجهين:

الأوّل: أنّ الغاية المنشودة من نهضة الحسين(عليه السلام) لم تكن اسقاط السلطة الأُموية، إنّما كانت إيقاظ الأُمة لواجبها الحتمي، وما هو إلاّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكأنّ الأُمّة نسيت ذينك العمادين، والمسلمون كانوا بين راض بما يجري وبين مبغض صامت يترك الأمر إلى الله تعالى، فكانت القلوب مشفقة والأيدي مغلولة، وعلى الألسن أوكية، والمفروض أنّ


[1] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب:3/241.
[2] اللهوف في قتلى الطفوف:38.
نام کتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست