إنّ الآية ناظرة إلى نفي وجود الحرج في دين الله، أي في أحكامه وسننه، وقد أُريد من الدين مجموع الأُصول والفروع، فالجميع خال من الضيق .
ثم إنّه سبحانه يفسّر الدين بقوله: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ): أي شريعة ابراهيم، لأنّ شريعته داخلة في شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).[2]
وفي الختام نقول: نحن وإن رجّحنا أنّ المراد بالجهاد، هو جهاد النفس ولكن لا مانع من إرادة الأعمّ لو كانت الآية مدنيّة.
وقد مرّ منّا أنّ هذه الآية هي الآية الوحيدة الّتي تدلّ بصراحتها على عدم تشريع الضيق على المؤمنين، فإذا سبَّب الحكم الشرعي بقاءً، الضيقَ على المكلّف أو المكلّفين، يكون الحكم المجعول مرفوعاً أو غير موضوع من أوّل الأمر، وأنّ شمول إطلاق الحكم كان صورياً لا واقعياً.