responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 9  صفحه : 96

[الباب الحادي و السبعون في أسرار الصوم و أحكام الاعتكاف]

الجزء الخامس و الخمسون بسم اللّٰه الرحمن الرحيم الباب الحادي و السبعون

في أسرار الصوم

(65) يا ضاحكا في صورة الباكي أنت بنا المشكو و الشاكي
الصوم إمساك بلا رفعة؟ أو رفعة من غير إمساك؟
و قد يكونان معا عند من يثبت توحيدا باشراك
صيدت عقول عن تصاريفها بلا حبالات و أشراك
صدت عقول عن تصاريفها بصارم للشرع بتاك
فسلمت ما رد برهانها و آمنت من غير إدراك
جرى بها نجم الهدى سابحا
صومي عن الكون و لا تفطري بذا إله الخلق أولاك
و انوى بذاك الصوم من حيث هو فإنه بالكون غذاك
في الصوم معنى لو تدبرته ما حل مخلوق بمغناك
لا مثل للصوم كذا قال لي شارعه فدبرى ذاك
لأنه ترك فأين الذي عملته أو أين دعواك؟
قد رجع الأمر إلى أصله بذاك ربى قد تولاك
(67)و الصوم إن فكرت في حكمه و أصل معناه بمعناك
ثم أتى من عنده مخبر عن صومك المشروع عراك
و الصوم لله فلا تجهلي و أنت مجلاه فإياك
الصوم لله و أنت التي تموت جوعا فاعلمي ذاك
أنثك الرحمن من أجل من
فأنت كالأرض فراش له و عينه المنعوت بالباكى
و صنعة اللّٰه ترى عينها بينكما فأين مجلاك؟
لما دعوت اللّٰه من ذلة به-تعالى!-بك لباك
و القلم الأرفع في لوحه سطر عنه وصفك الزاكي
فأنت عين الكل لا عينه أدناك من وجه و أقصاك
إياك أن ترضى بما ترتضي من أجل ما يرضيك إياك
كونى على أصلك في كل ما يريد لا تنسى فينساك
(68)هذا هو العلم الذي جاءني من قائل ليس بافاك
أنزله عن أمر علامه ما بين زهاد و نساك
فالحمد لله الذي خصنى بعلم أضواء و أحلاك
و خصنى بصورة لم يكن كمالها إلا بايواك!

نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 9  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست