و هو علم دقيق،أعنى العلم بالفصل بين العينين،و بين حاسة العين و عين الحس.و إذا أدركت العين المتخيل،و لم تغفل عنه،و رأته لا تختلف عليه التكوينات،و لا رأته في مواضع مختلفات معا،في حال واحدة،و الذات واحدة لا يشك فيها،و لا انتقلت و لا تحولت في أكوان مختلفة،- فيعلم أنها محسوسة لا متخيلة،و أنه أدركها بعين الحس لا بعين الخيال.
(582)و من هنا تعرف إدراك الإنسان،في المنام،ربه-تعالى- و هو منزه عن الصورة و المثال-و ضبط الإدراك إياه،و تقييده.و من هنا تعرف ما ورد في الخبر الصحيح،من كون الباري"يتجلى في أدنى صورة من التي رأوه فيها"،و في تحوله في"صورة يعرفونها"،و قد كانوا أنكروه، و تعوذوا منه.فتعلم باى عين تراه.-فقد أعلمتك أن الخيال يدرك بنفسه-
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 4 صفحه : 412