responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 406

(الشرك و التوحيد)

(364)فان الشخص الطبيعي،كإبليس و بنى آدم،لا بد أن يتصور في نفسه مثال ما يريد أن يبرزه.فما سن(إبليس)"الشرك"و وسوس به، حتى تصوره في نفسه على الصورة التي إذا حصلت في نفس المشرك،زالت عنه"صورة التوحيد".فإذا تصورها في نفسه،بهذه الصورة،فقد خرج التوحيد عن تصوره في نفسه،ضرورة.فان الشريك متصور له في نفسه،إلى جانب الحق الذي في نفسه متخيلا-أعنى من العلم بوجوده-:فما تركه في نفسه وحده.فكان ابليس مشركا في نفسه،بلا شك و لا ريب.و لا بد أن يحفظ في نفسه بقاء صورة الشريك،ليمد بها المشركين مع الأنفاس.فإنه خائف منهم أن تزول عنهم صفة الشرك.فيوحدوا اللّٰه، فيسعدوا.فلا يزال إبليس يحفظ صورة الشريك في نفسه.و يراقب بها قلوب المشركين،الكائنين في الوقت،شرقا و غربا و جنوبا و شمالا،و يرد بها الموحدين،في المستقبل،إلى الشرك،ممن ليس بمشرك.

(365)فلا ينفك إبليس،دائما،عن الشرك.فبذلك أشقاه اللّٰه،لأنه لا يقدر أن يتصور التوحيد نفسا واحدا،لملازمته هذه الصفة،و حرصه على بقائها في نفس المشرك.فإنها لو ذهبت من نفسه،لم يجد المشرك من يحدثه في نفسه بالشرك،فيذهب الشرك عنه،و يكون إبليس لا يتصور الشريك لأنه قد زالت عن نفسه صورة الشريك،فيكون لا يعلم أن ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست