responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 204

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه،و هو أن لا يترك الدنيا بالكلية.و لا يقمع الشهوات بالكلية.أما الدنيا،فيأخذ منها قدر الزاد.و أما الشهوات،فيقمع منها ما يخرج عن طاعة الشرع و العقل،و لا يتبع كل شهوة،و لا يترك كل شهوة.بل يتبع العدل ،و لا يترك كل شيء و لا يطلب كل شيء من الدنيا.بل يعلم مقصود كل ما خلق من الدنيا،و يحفظه على حد مقصوده فيأخذ من القوت ما يقوى به البدن على العبادة،و من المسكن ما يحفظ عن اللصوص و الحر و البرد،و من الكسوة كذلك،حتى إذا فرغ القلب من شغل البدن.أقبل على اللّه تعالى بكنه همته.و اشتغل بالذكر و الفكر طول العمر،و بقي ملازما لسياسة الشهوات،و مراقبا لها،حتى لا يجاوز حدود الورع و التقوى.و لا يعلم تفصيل ذلك إلا بالاقتداء بالفرقة الناجية و هم الصحابة فإنه عليه السلام[1]لما قال«النّاجي منها واحدة»قالوا يا رسول اللّه.و من هم؟قال«أهل السنّة و الجماعة»فقيل و من أهل السنة و الجماعة؟قال«ما أنا عليه و أصحابي » و قد كانوا على النهج القصد ،و على السبيل الواضح الذي فصلناه من قبل.فإنهم ما كانوا يأخذون الدنيا للدنيا بل للدين.و ما كانوا يترهبون و يهجرون الدنيا بالكلية.و ما كان لهم في الأمور تفريط و لا إفراط.بل كان أمرهم بين ذلك قواما.و ذلك هو العدل و الوسط بين الطرفين ،و هو أحب الأمور إلى اللّه تعالى كما سبق ذكره في مواضع،و اللّه أعلم تم كتاب ذم الدنيا،و الحمد للّٰه أولا و آخرا،و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست