responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 22

يمدّها الماء الطّيّب و مثل النّفاق فيه كمثل القرحة يمدّها القيح و الصّديد فأيّ المادّتين غلبت عليه حكم له بها»و في رواية«ذهبت به»قال اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ الشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ [1]فأخبر أن جلاء القلب و إبصاره يحصل بالذكر. و أنه لا يتمكن منه إلا الذين اتقوا.فالتقوى باب الذكر،و الذكر باب الكشف،و الكشف باب الفوز الأكبر،و هو الفوز بلقاء اللّه تعالى

بيان
مثل القلب بالإضافة إلى العلوم خاصة

اعلم أن محل العلم هو القلب،أعنى اللطيفة المدبرة لجميع الجوارح،و هي المطاعة المخدومة من جميع الأعضاء،و هي بالإضافة إلى حقائق المعلومات كالمرآة بالإضافة إلى صور المتلونات.

فكما أن للمتلون صورة،و مثال تلك الصورة ينطبع في المرآة و يحصل بها،كذلك لكل معلوم حقيقة،و لتلك الحقيقة صورة تنطبع في مرآة القلب و تتضح فيها.و كما أن المرآة غير،و صور الأشخاص غير،و حصول مثالها في المرآة غير،فهي ثلاثة أمور،فكذلك هاهنا ثلاثة أمور،القلب،و حقائق الأشياء،و حصول نفس الحقائق في القلب و حضورها فيه.فالعالم عبارة عن القلب الذي فيه يحل مثال حقائق الأشياء،و المعلوم عبارة عن حقائق الأشياء،و العلم عبارة عن حصول المثال في المرآة و كما أن القبض مثلا يستدعى قابضا كاليد،و مقبوضا كالسيف،و وصولا بين السيف و اليد بحصول السيف في اليد و يسمى قبضا،فكذلك وصول مثال المعلوم إلى القلب يسمى علما.و قد كانت الحقيقة موجودة،و القلب موجودا،و لم يكن العلم حاصلا،لأن العلم عبارة عن وصول الحقيقة إلى القلب.كما أن السيف موجود،و اليد موجودة،و لم يكن اسم القبض و الأخذ حاصلا،لعدم وقوع السيف في اليد نعم القبض عبارة عن وصول السيف بعينه في اليد،و المعلوم بعينه لا يحصل في القلب، فمن علم النار لم تحصل عين النار في قلبه،و لكن الحاصل حدها و حقيقتها المطابقة لصورتها، فتمثيله بالمرآة أولى،لأن عين الإنسان لا تحصل في المرآة،و إنما يحصل مثال مطابق له.


[1] الأعراف:201

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست