responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 182

روى أن موسى عليه السلام،كان جالسا في بعض مجالسه،إذ أقبل إليه إبليس و عليه برنس يتلون فيه ألوانا.فلما دنا منه،خلع البرنس فوضعه،ثم أتاه،فقال السلام عليك يا موسى.فقال له موسى من أنت؟فقال أنا إبليس.فقال لا حياك اللّه.ما جاء بك؟قال جئت لأسلم عليك لمنزلتك من اللّه،و مكانتك منه.قال فما الذي رأيت عليك ؟قال برنس أختطف به قلوب بني آدم.قال فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟قال إذا أعجبته نفسه،و استكثر عمله،و نسى ذنوبه.و أحذرك ثلاثا،لا تخل بامرأة لا تحل لك،فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي،حتى أفتنه بها،و أفتنها به.و لا تعاهد اللّه عهدا إلا وفيت به.و لا تخرجن صدقة إلا أمضيتها.فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت صاحبه دون أصحابي،حتى أحول بينه و بين الوفاء بها.ثم ولى و هو يقول،يا ويلتاه علم موسى ما يحذر به بني آدم و عن سعيد بن المسيب قال:ما بعث اللّه نبيا فيما خلا إلا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء.و لا شيء أخوف عندي منهن.و ما بالمدينة بيت أدخله إلا بيتي و بيت ابنتي.أغتسل فيه يوم الجمعة،ثم أروح.و قال بعضهم،إن الشيطان يقول للمرأة أنت نصف جندي، و أنت سهمى الذي أرمى به فلا أخطئ،و أنت موضع سرى،و أنت رسولى في حاجتي.

فنصف جنده الشهوة.و نصف جنده الغضب.و أعظم الشهوات شهوة النساء

و هذه الشهوة أيضا لها إفراط و تفريط و اعتدال.

فالإفراط ما يقهر العقل حتى يصرف همة الرجال إلى الاستمتاع بالنساء و الجواري،فيحرم عن سلوك طريق الآخرة،أو يقهر الدين حتى يجر إلى اقتحام الفواحش .

و قد ينتهى إفراطها بطائفة إلى أمرين شنيعين

أحدهما:أن يتناولوا ما يقوى شهواتهم على الاستكثار من الوقاع

،كما قد يتناول بعض الناس أدوية تقوى المعدة،لتعظم شهوة الطعام.و ما مثال ذلك إلا كمن ابتلى بسباع ضارية و حياة عادية،فتنام عنه في بعض الأوقات،فيحتال لإثارتها و تهييجها،ثم يشتغل بإصلاحها و علاجها .فإن شهوة الطعام و الوقاع على التحقيق آلام يريد الإنسان الخلاص منها، فيدرك لذة بسبب الخلاص

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست