responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 122

أي بجد و اجتهاد،و أخذه بالجد أن يكون متجردا له عند قراءته منصرف الهمة إليه عن غيره و قيل لبعضهم:إذا قرأت القرءان تحدث نفسك بشيء؟فقال:أو شيء أحب إلىّ من القرءان حتى أحدث به نفسي؟و كان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية.و هذه الصفة تتولد عما قبلها من التعظيم،فان المعظم للكلام الذي يتلوه يستبشر به و يستأنس و لا يغفل عنه،ففي القرءان ما يستأنس به القلب إن كان التالي أهلا له،فكيف يطلب الأنس بالفكر في غيره و هو في منتزه و متفرج،و الذي يتفرج في المنتزهات لا يتفكر في غيرها، فقد قيل:إن في القرءان ميادين و بساتين و مقاصير و عرائس و ديابيج و رياضا و خانات،فالميمات ميادين القرءان،و الراءات بساتين القرءان،و الحاءات مقاصيره،و المسبحات عرائس القرءان، و الحاميمات ديابيج القرءان،و المفصّل رياضه،و الخانات ما سوى ذلك فإذا دخل القارئ الميادين و قطف من البساتين و دخل المقاصير و شهد العرائس و لبس الديابيج و تنزه في الرياض و سكن غرف الخانات،استغرقه ذلك،و شغله عما سواه،فلم يعزب قلبه،و لم يتفرق فكره

الرابع:التدبر و هو وراء حضور القلب

،فإنه قد لا يتفكر في غير القرءان،و لكنه يقتصر على سماع القرءان من نفسه و هو لا يتدبره.و المقصود من القراءة التدبر،و لذلك سن فيه الترتيل لأن الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن.قال على رضى اللّه عنه:

لا خير في عبادة لا فقه فيها،و لا في قراءة لا تدبر فيها.و إذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام،فإنه لو بقي في تدبر آية و قد اشتغل الامام بآية أخرى كان مسيئا،مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه،و كذلك إن كان في تسبيح الركوع و هو متفكر في آية قرأها إمامه فهذا وسواس،فقد روى عن عامر بن عبد قيس أنه قال:الوسواس يعتريني في الصلاة،فقيل في أمر الدنيا فقال:لأن تختلف فيّ الأسنة أحب إلىّ من ذلك،و لكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز و جل، و انى كيف أنصرف.فعد ذلك وسواسا،و هو كذلك،فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه، و الشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهمّ دينيّ،و لكن يمنعه به عن الأفضل.و لما ذكر ذلك للحسن قال:إن كنتم صادقين عنه فما اصطنع اللّه ذلك عندنا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست