responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 114

و قال خالد الحذاء:دخلت على ابن سيرين فرأيته يقرأ في مصحف منقوط و قد كان يكره النقط.و قيل إن الحجاج هو الذي أحدث ذلك،و أحضر القراء حتى عدّوا كلمات القرءان و حروفه و سوّوا أجزاءه و قسموه إلى ثلاثين جزءا و إلى أقسام أخر

الخامس الترتيل:

هو المستحب في هيئة القرءان لأنا سنبين أن المقصود من القراءة التفكر،و الترتيل معين عليه،و لذلك نعتت أم سلمة رضى اللّه عنها قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.و قال ابن عباس رضى اللّه عنه:لأن أقرأ البقرة و آل عمران أرتلهما و أتدبرهما أحب إلىّ من أن أقرأ القرءان كله هذرمة .و قال أيضا:لأن أقرأ إذا زلزلت و القارعة أتدبرهما أحب إلىّ من أن أقرأ البقرة و آل عمران تهذيرا.و سئل مجاهد عن رجلين دخلا في الصلاة فكان قيامهما واحدا إلا أن أحدهما قرأ البقرة فقط و الآخر القرءان كله فقال:هما في الأجر سواء.و اعلم أن الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر،فان العجمي الذي لا يفهم معنى القرءان يستحب له في القراءة أيضا الترتيل و التؤدة،لأن ذلك أقرب إلى التوقير و الاحترام،و أشد تأثيرا في القلب من الهذرمة و الاستعجال

السادس البكاء:

البكاء مستحب مع القراءة،قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2]«اتلوا القرءان و ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا»و قال صلّى اللّه عليه و سلم[3]«ليس منّا من لم يتغنّ بالقرءان» و قال صالح المرّى:قرأت القرءان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في المنام فقال لي:يا صالح هذه القراءة فأين البكاء؟و قال ابن عباس رضى اللّه عنهما:إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فان لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه.و إنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن،فمن الحزن ينشأ البكاء.قال صلّى اللّه عليه و سلم[4]«إنّ القرءان نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا» و وجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد و الوعيد و المواثيق و العهود،ثم يتأمل تقصيره في أوامره و زواجره فيحزن لا محالة و يبكى،فان لم يحضره حزن و بكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن و البكاء فان ذلك أعظم المصائب

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست