responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 22

لا قبلت لك عملا فأنا أعمل في غير معمل.و قال إبراهيم بن أدهم.إذا قيل لك أ مؤمن أنت؟فقل لا إله إلا اللّٰه.و قال مرة.قل:أنا لا أشك في الايمان و سؤالك إياي بدعة.و قيل لعلقمة :

أ مؤمن أنت؟قال أرجو إن شاء اللّٰه .و قال الثوري:نحن مؤمنون باللّٰه و ملائكته و كتبه و رسله،و ما ندري ما نحن عند اللّٰه تعالى،فما معنى هذه الاستثناءات؟ فالجواب أن هذا الاستثناء صحيح و له أربعة أوجه: وجهان مستندان إلى الشك لا في أصل الايمان و لكن في خاتمته أو كماله،و وجهان لا يستندان إلى الشك

الوجه الأول الذي لا يستند إلى معارضة الشك :

الاحتراز من الجزم خيفة ما فيه من تزكية النفس ،قال اللّٰه تعالى: (فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) و قال: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) و قال تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ) .و قيل لحكيم.ما الصدق القبيح؟ فقال:ثناء المرء على نفسه.و الايمان من أعلى صفات المجد،و الجزم به تزكية مطلقة،و صيغة الاستثناء كأنها نقل من عرف التزكية كما يقال للانسان أنت طبيب أو فقيه أو مفسر؟فيقول نعم إن شاء اللّٰه،لا في معرض التشكيك،و لكن لإخراج نفسه عن تزكية نفسه.فالصيغة صيغة الترديد و التضعيف لنفس الخبر،و معناه التضعيف للازم من لوازم الخبر و هو التزكية و بهذا التأويل لو سئل عن وصف ذم لم يحسن الاستثناء.

الوجه الثاني:التأدب بذكر اللّٰه تعالى

في كل حال ،و إحالة الأمور كلها إلى مشيئة اللّٰه سبحانه ،فقد أدب اللّٰه سبحانه نبيه صلّى اللّٰه عليه و سلم فقال تعالى: (وَ لاٰ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فٰاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ) ثم لم يقتصر على ذلك فيما لا يشك فيه،بل قال تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ) و كان اللّٰه سبحانه عالما بأنهم يدخلون لا محالة،و أنه شاءه،و لكن المقصود تعليمه ذلك،فتأدب رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم في كل ما كان يخبر عنه معلوما كان أو مشكوكا،حتى

قال صلّى اللّٰه عليه و سلم لما دخل المقابر [1] «السّلام عليكم دار قوم مؤمنين و إنّا إن شاء اللّٰه بكم لاحقون » و اللحوق بهم غير مشكوك فيه،و لكن مقتضى الأدب ذكر اللّٰه تعالى،و ربط الأمور به،و هذه الصيغة دالة عليه حتى صار بعرف الاستعمال عبارة عن إظهار الرغبة و التمني.فإذا قيل لك:إن فلانا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست