responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 70

يموت مقربا إلى اللّه تعالى بنزوعه عن الكفر،و كم من مسلم يموت شقيا بتغير حاله عند الموت بسوء الخاتمة.فإذا عرف أن الكبر مهلك،و أن أصله الحماقة ،فيتفكر في علاج إزالة ذلك بأن يتعاطى أفعال المتواضعين و إذا وجد في نفسه شهوة الطعام و شرهه،تفكر في أن هذه صفة البهائم،و لو كان في شهوة الطعام و الوقاع كمال لكان ذلك من صفات اللّه و صفات الملائكة،كالعلم و القدرة و لما اتّصف به البهائم و مهما كان الشره عليه أغلب كان بالبهائم أشبه،و عن الملائكة المقربين أبعد.و كذلك يقرر على نفسه في الغضب،ثم يتفكر في طريق العلاج،و كل ذلك ذكرناه في هذه الكتب ،فمن يريد أن يتسع له طريق الفكر فلا بد له من تحصيل ما في هذه الكتب

و أما النوع الرابع:و هو المنجيات

فهو التوبة،و الندم على الذنوب،و الصبر على البلاء،و الشكر على النعماء،و الخوف و الرجاء،و الزهد في الدنيا،و الإخلاص و الصدق في الطاعات،و محبة اللّه و تعظيمه،و الرضا بأفعاله،و الشوق إليه،و الخشوع و التواضع له و كل ذلك ذكرناه في هذا الربع ،و ذكرنا أسبابه و علاماته،فليتفكر العبد كل يوم في قلبه ما الذي يعوزه من هذه الصفات التي هي المقربة إلى اللّه تعالى،فإذا افتقر إلى شيء منها فليعلم أنها أحوال لا يثمرها إلا علوم،و أن العلوم لا يثمرها إلا أفكار فإذا أراد أن يكتسب لنفسه أحوال التوبة و الندم،فليفتش ذنوبه أولا،و ليتفكر فيها،و ليجمعها على نفسه،و ليعظمها في قلبه،ثم لينظر في الوعيد و التشديد الذي ورد في الشرع فيها،و ليتحقق عند نفسه أنه متعرض لمقت اللّه تعالى حتى ينبعث له حال الندم و إذا أراد أن يستثير من قلبه حال الشكر فلينظر في إحسان اللّه إليه،و أياديه عليه، و في إرساله جميل ستره عليه على ما شرحنا بعضه في كتاب الشكر،فليطالع ذلك و إذا أراد حال المحبة و الشوق فليتفكر في جلال اللّه و جماله،و عظمته،و كبريائه،و ذلك بالنظر في عجائب حكمته و بدائع صنعه،كما سنشير إلى طرف منه في القسم الثاني من الفكر و إذا أراد حال الخوف فلينظر أوّلا في ذنوبه الظاهرة و الباطنة،ثم لينظر في الموت و سكراته،ثم فيما بعده من سؤال منكر و نكير،و عذاب القبر،و حيّاته،و عقاربه،و ديدانه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست