responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 58

[1]«النّظرة سهم مسموم من سهام إبليس»و هو سهم يسدده الملعون و لا ترس يمنع منه إلاّ تغميض الأجفان،أو الهرب من صوب رميه .فإنه إنما يرمى هذا السهم عن قوس الصور.فإذا انقلبت عن صوب الصور لم يصبك سهمه الثالث:تسلية النفس بالمباح من الجنس الذي تشتهيه.و ذلك بالنكاح.فإن كل ما يشتهيه الطبع ففي المباحات من جنسه ما يغنى عن المحظورات منه.و هذا هو العلاج الأنفع في حق الأكثر.فإن قطع الغذاء يضعف عن سائر الأعمال،ثم قد لا يقمع الشهوة في حق أكثر الرجال.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّ الصّوم له و جاء»،فهذه ثلاثة أسباب.فالعلاج الأول و هو قطع الطعام يضاهي قطع العلف عن البهيمة الجموح،و عن الكلب الضاري،ليضعف فتسقط قوته.و الثاني يضاهي تغييب اللحم عن الكلب،و تغييب الشعير عن البهيمة،حتى لا تتحرك بواطنها بسبب مشاهدتها.و الثالث:يضاهي تسليتها بشيء قليل مما يميل إليه طبعها،حتى يبقى معها من القوة ما تصبر به على التأديب.

و أما تقوية باعث الدين،فإنما تكون بطريقين:

أحدهما:إطعامه في فوائد المجاهدة و ثمراتها في الدين و الدنيا،و ذلك بأن يكثر فكره في الأخبار التي أوردناها في فضل الصبر،و في حسن عواقبه في الدنيا و الآخرة و في الأثر أن ثواب الصبر على المصيبة أكثر مما فات،و أنه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة،إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة،و حصل له ما يبقى بعد موته أبد الدهر .و من أسلم خسيسا في نفيس، فلا ينبغي أن يحزن لفوات الخسيس في الحال.و هذا من باب المعارف،و هو من الإيمان.فتارة يضعف،و تارة يقوى.فإن قوي قوي باعث الدين،و هيجه تهييجا شديدا.و إن ضعف ضعّفه.و إنما قوة الإيمان يعبر عنها باليقين،و هو المحرك لعزيمة الصبر.و أقل ما أوتي الناس اليقين و عزيمة الصبر و الثاني :أن يعود هذا الباعث مصارعة باعث الهوى تدريجا،قليلا قليلا،حتى يدرك لذة الظفر بها،فيستجرئ عليها،و تقوى منّته في مصارعتها.فإن الاعتياد و الممارسة للأعمال

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست