responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 51

وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ [1] و قال تعالى وَ اصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً [2]و قال تعالى وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمٰا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ [3]الآية،و قال تعالى وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [4]أي تصبروا عن المكافأة .و لذلك مدح اللّه تعالى العافين عن حقوقهم في القصاص و غيره،فقال تعالى وَ إِنْ عٰاقَبْتُمْ فَعٰاقِبُوا بِمِثْلِ مٰا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّٰابِرِينَ [5]و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«صل من قطعك و أعط من حرمك و اعف عمّن ظلمك» و رأيت في الإنجيل:قال عيسى بن مريم عليه السّلام:لقد قيل لكم من قبل إن السن بالسن و الأنف بالأنف.و أنا أقول لكم.لا تقاوموا الشر بالشر.بل من ضرب خدك الأيمن فحول إليه الخد الأيسر.و من أخذ رداءك فأعطه إزارك.و من سخّرك لتسير معه ميلا فسر معه ميلين.و كل ذلك أمر بالصبر على الأذى.فالصبر على أذى الناس من أعلى مراتب الصبر،لأنه يتعاون فيه باعث الدين و باعث الشهوة و الغضب جميعا

القسم الثالث:ما لا يدخل تحت حصر الاختيار

أوّله و أخره كالمصائب.مثل موت الأعزة،و هلاك الأموال،و زوال الصحة بالمرض،و عمى العين،و فساد الأعضاء و بالجملة سائر أنواع البلاء.فالصبر على ذلك من أعلى مقامات الصبر.قال ابن عباس رضي اللّه عنهما الصبر في القرءان على ثلاثة أوجه.صبر على أداء فرائض اللّه تعالى فله ثلاثمائة درجة،و صبر عن محارم اللّه تعالى فله ستمائة درجة،و صبر على المصيبة عند الصدمة الأولى فله تسعمائة درجة .و إنما فضلت هذه الرتبة مع أنها من الفضائل،على ما قبلها و هي من الفرائض،لأن كل مؤمن يقدر على الصبر عن المحارم .فأما الصبر على بلاء اللّه تعالى فلا يقدر عليه إلا الأنبياء لأنه بضاعة الصديقين،فإن ذلك شديد على النفس .و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[2] «أسألك من اليقين ما تهوّن علىّ به مصائب الدّنيا» فهذا صبر مستنده حسن اليقين


[1] الأحزاب:48

[2] المزمل:10

[3] الحجر:97

[4] آل عمران:186

[5] النحل:126

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست