responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 50

يقصد بها الإزراء و الاستحقار،و ذكر الموتى،و القدح فيهم،و في علومهم،و سيرهم ،و مناصبهم فإن ذلك في ظاهره غيبة،و في باطنه ثناء على النفس.فللنفس فيه شهوتان.إحداهما نفى الغير،و الأخرى إثبات نفسه.و بها تتم له الربوبية التي هي في طبعه،و هي ضد ما أمر به من العبودية.و لاجتماع الشهوتين،و تيسر تحريك اللسان،و مصير ذلك معتادا في المحاورات يعسر الصبر عنها،و هي أكبر الموبقات،حتى بطل استنكارها و استقباحها من القلوب لكثرة تكريرها،و عموم الأنس بها.فترى الإنسان يلبس حريرا مثلا،فيستبعد غاية الاستبعاد،و يطلق لسانه طول النهار في أعراض الناس،و لا يستنكر ذلك،مع ما ورد في الخبر[1]من أن الغيبة أشد من الزنا .و من لم يملك لسانه في المحاورات،و لم يقدر على الصبر عن ذلك،فيجب عليه العزلة و الانفراد،فلا ينجيه غيره.فالصبر على الانفراد أهون من الصبر على السكوت مع المخالطة.و تختلف شدة الصبر في آحاد المعاصي باختلاف داعية تلك المعصية في قوتها و ضعفها.و أيسر من حركة اللسان حركة الخواطر باختلاج الوساوس.فلا جرم يبقى حديث النفس في العزلة،و لا يمكن الصبر عنه أصلا،إلا بأن يغلب على القلب همّ آخر في الدين يستغرقه.كمن أصبح و همومه همّ واحد،و إلا فإن لم يستعمل الفكر في شيء معين لم يتصور فتور الوسواس عنه

القسم الثاني:ما لا يرتبط هجومه باختياره

،و له اختيار في دفعه،كما لو أوذى بفعل أو قول، و جنى عليه في نفسه أو ماله،فالصبر على ذلك بترك المكافأة تارة يكون واجبا،و تارة يكون فضيلة.قال بعض الصحابة رضوان اللّه عليهم.ما كنا نعد إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى.و قال تعالى وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلىٰ مٰا آذَيْتُمُونٰا وَ عَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ [1][2]و قسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرة مالا،فقال بعض الأعراب من المسلمين.

هذه قسمة ما أريد به وجه اللّه.فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،فاحمرت وجنتاه ثم قال «يرحم اللّه أخي موسى لقد أوذى بأكثر من هذا فصبر»و قال تعالى وَ دَعْ أَذٰاهُمْ


[1] إبراهيم:12

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست