responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 42

عبده إلى أصول الدين.و المراد بالصبر العمل بمقتضى اليقين.إذ اليقين يعرفه أن المعصية ضارة،و الطاعة نافعة.و لا يمكن ترك المعصية و المواظبة على الطاعة إلا بالصبر،و هو استعمال باعث الدين في قهر باعث الهوى و الكسل.فيكون الصبر نصف الإيمان بهذا الاعتبار و لهذا جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بينهما فقال«من أقلّ ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصّبر»الحديث إلى آخره الاعتبار الثاني:أن يطلق على الأحوال المثمرة للأعمال لا على المعارف.و عند ذلك ينقسم جميع ما يلاقيه العبد إلى ما ينفعه في الدنيا و الآخرة،أو يضره فيهما.و له بالإضافة إلى ما يضره حال الصبر،و بالإضافة إلى ما ينفعه حال الشكر.فيكون الشكر أحد شطرى الإيمان بهذا الاعتبار كما أن اليقين أحد الشطرين بالاعتبار الأول.و بهذا النظر قال ابن مسعود رضى اللّه عنه:الإيمان نصفان:نصف صبر،و نصف شكر.و قد يرفع أيضا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لما كان الصبر صبرا عن باعث الهوى بثبات باعث الدين،و كان باعث الهوى قسمين باعث من جهة الشهوة،و باعث من جهة الغضب،فالشهوة لطلب اللذيذ،و الغضب للهرب من المؤلم،و كان الصوم صبرا عن مقتضى الشهوة فقط،و هي شهوة البطن و الفرج دون مقتضى الغضب،قال صلّى اللّه عليه و سلم بهذا الاعتبار«الصّوم نصف الصّبر» لأن كمال الصبر بالصبر عن دواعي الشهوة و دواعي الغضب جميعا.فيكون الصوم بهذا الاعتبار ربع الإيمان.فهكذا ينبغي أن تفهم تقديرات الشرع بحدود الأعمال و الأحوال،و نسبتها إلى الإيمان.و الأصل فيه أن تعرف كثرة أبواب الإيمان،فإن اسم الإيمان يطلق على وجوه مختلفة

بيان
الأسامي التي تتجدد للصبر بالإضافة إلى ما عنه الصبر

اعلم أن الصبر ضربان:أحدهما ضرب بدني،كتحمل المشاق بالبدن و الثبات عليها،و هو إما بالفعل كتعاطى الأعمال الشاقة،إما من العبادات أو من غيرها،و إما بالاحتمال كالصبر عن الضرب الشديد ،و المرض العظيم،و الجراحات الهائلة.و ذلك قد يكون محمودا إذا وافق الشرع.و لكن المحمود التام هو الضرب الآخر،و هو الصبر النفسي عن مشتهيات الطبع و مقتضيات الهوى.ثم هذا الضرب إن كان صبرا على شهوة البطن و الفرج،سمي عفة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست