responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 4

يسد طرقها على نفسه،و يسعى مع ذلك في كسر شهوته بما يقدر عليه.فبه تسلم توبته في الابتداء

الطبقة الثانية:تائب سلك طريق الاستقامة في أمهات الطاعات

،و ترك كبار الفواحش كلها،إلا أنه ليس ينفك عن ذنوب تعتريه،لا عن عمد و تجريد قصد،و لكن يبتلى بها في مجاري أحواله،من غير أن يقدم عزما على الإقدام عليها.و لكنه كلما أقدم عليها لام نفسه و ندم و تأسف،و جدد عزمه على أن يتشمر للاحتراز من أسبابها التي تعرضه لها.و هذه النفس جديرة بأن تكون هي النفس اللوامة،إذ تلوم صاحبها على ما تستهدف له من الأحوال الذميمة،لا عن تصميم عزم و تخمين رأى و قصد.و هذه أيضا رتبة عالية،و إن كانت نازلة عن الطبقة الأولى.و هي أغلب أحوال التائبين.لأن الشر معجون بطينة الآدمي قلما ينفك عنه.و إنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره،حتى يثقل ميزانه،فترجح كفة الحسنات فأما أن تخلو بالكلية كفة السيئات،فذلك في غاية البعد و هؤلاء لهم حسن الوعد من اللّه تعالى،إذ قال تعالى اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ [1]فكل إلمام يقع بصغيرة،لا عن توطين نفسه عليه،فهو جدير بأن يكون من اللمم المعفو عنه.قال تعالى وَ الَّذِينَ إِذٰا فَعَلُوا فٰاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّٰهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [2]فأثنى عليهم مع ظلمهم لأنفسهم،لتندمهم و لومهم أنفسهم عليه.و إلى مثل هذه الرتبة الإشارة بقوله صلّى اللّه عليه و سلم،فيما رواه عنه علىّ كرم اللّه وجهه[1] «خياركم كلّ مفتّن توّاب »و في خبر آخر[2]«المؤمن كالسّنبلة يفيء أحيانا و يميل أحيانا »و في الخبر[3]«لا بدّ للمؤمن من ذنب يأتيه الفينة بعد الفينة»أي الحين بعد الحين


[1] النجم:32

[2] آل عمران:135

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست