responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 27

بالشّهوات ثمّ قال اذهب فانظر إليها فنظر فقال و عزّتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلاّ دخلها و خلق الجنّة فقال لجبريل عليه السّلام اذهب فانظر إليها فنظر فقال و عزّتك لا يسمع بها أحد إلاّ دخلها فحفّها بالمكاره ثمّ قال اذهب فانظر إليها فنظر إليها فقال و عزّتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد».فإذا كون الشهوة مرهقة في الحال،و كون العقاب متأخر إلى المآل،سببان ظاهران في الاسترسال ،مع حصول أصل الإيمان .

فليس كل من يشرب في مرضه ماء الثلج لشدة عطشه،مكذبا بأصل الطب،و لا مكذبا بأن ذلك مضر في حقه.و لكن الشهوة تغلبه و ألم الصبر عنه ناجز،فيهون عليه الألم المنتظر.

الثالث:أنه ما من مذنب مؤمن إلا و هو في الغالب عازم على التوبة

،و تكفير السيئات بالحسنات.و قد وعد بأن ذلك يجبره.إلا أن طول الأمل غالب على الطباع،فلا يزال يسوّف التوبة و التكفير.فمن حيث رجاؤه التوفيق للتوبة،ربما يقدم عليه مع الإيمان

الرابع:أنه ما من مؤمن موقن،إلا و هو معتقد أن الذنوب لا توجب العقوبة

إيجابا لا يمكن العفو عنها.فهو يذنب و ينتظر العفو عنها اتكالا على فضل اللّه تعالى فهذه أسباب أربعة موجبة للإصرار على الذنب،مع بقاء أصل الإيمان.نعم قد يقدم المذنب بسبب خامس يقدح في أصل إيمانه،و هو كونه شاكا في صدق الرسل،و هذا هو الكفر.كالذي يحذره الطبيب عن تناول ما يضره في المرض.فإن كان المحذر ممن لا يعتقد فيه أنه عالم بالطب،فيكذبه أو يشك فيه،فلا يبالي به.فهذا هو الكفر

فإن قلت:فما علاج الأسباب الخمسة ؟

فأقول هو الفكر و ذلك بأن يقرر على نفسه في السبب الأول،و هو تأخر العقاب،أن كل ما هو آت آت،و أن غدا للناظرين قريب، و أن الموت أقرب إلى كل أحد من شراك نعله،فما يدريه لعل الساعة قريب.و المتأخر إذا وقع صار ناجزا.و يذكر نفسه أنه أبدا في دنياه يتعب في الحال لخوف أمر في الاستقبال.

إذ يركب البحار،و يقاسى الأسفار،لأجل الربح الذي يظن أنه قد يحتاج إليه في ثاني الحال.بل لو مرض فأخبره طبيب نصرانى بأن شرب الماء البارد يضره و يسوقه إلى الموت،و كان الماء البارد ألذ الأشياء عنده تركه،مع أن الموت ألمه لحظة إذا لم يخف ما بعده،و مفارقته للدنيا لا بد منها.فكم نسبة وجوده في الدنيا إلى عدمه أزلا و أبدا؟ فلينظر كيف يبادر إلى ترك ملاذه بقول ذمى لم تقم معجزة على طبّه،فيقول.كيف يليق

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست