responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 22

قد وجه إلىّ فاشخصنى من الرقة.فلما أتيته قال لي:أ ما استحييت من اللّه تعالى؟كنت قائما بين يديه،فساورت نفسك بشهوة حتى استولت عليك برقة و أخرجتك من بين يدي اللّه تعالى؟فلو لا أنى دعوت اللّه لك،و تبت إليه عنك،للقيت اللّه بذلك اللون.قال فعجبت كيف علم بذلك و هو ببغداد و أنا بالرقة.و اعلم أنه لا يذنب العبد ذنبا إلا و يسود وجه قلبه.فإن كان سعيدا أظهر السواد على ظاهره لينزجر.و إن كان شقيا أخفى عنه حتى ينهمك و يستوجب النار.و الأخبار كثيرة في آفات الذنوب في الدنيا،من الفقر،و المرض و غيره.بل من شؤم الذنب في الدنيا على الجملة أن يكسب ما بعده صفته.فإن ابتلى بشيء كان عقوبة له،و يحرم جميل الرزق،حتى يتضاعف شقاؤه.و إن أصابته نعمة كانت استدراجا له،و يحرم جميل الشكر.حتى يعاقب على كفرانه .و أما المطيع،فمن بركة طاعته أن تكون كل نعمة في حقه جزاء على طاعته،و يوفق لشكرها.و كل بلية كفارة لذنوبه،و زيادة في درجاته

النوع الرابع:ذكر ما ورد من العقوبات على آحاد الذنوب

،كالخمر،و الزنا،و السرقة، و القتل،و الغيبة،و الكبر،و الحسد.و كل ذلك مما لا يمكن حصره.و ذكره مع غير أهله وضع الدواء في غير موضعه.بل ينبغي أن يكون العالم كالطبيب الحاذق،فيستدل أولا بالنبض،و السحنة،و وجوده الحركات،على العلل الباطنة.و يشتغل بعلاجها،فليستدل بقرائن الأحوال على خفايا الصفات،و ليتعرض لما وقف عليه اقتداء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[1]حيث قال له واحد:أوصني يا رسول اللّه و لا تكثر علىّ.قال«لا تغضب» [2]و قال له آخر:أوصني يا رسول اللّه.فقال عليه السّلام«عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس فإنّ ذلك هو الغنى و إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر و صلّ صلاة مودّع و إيّاك و ما يعتذر منه»و قال رجل لمحمد بن واسع:أوصني.فقال.أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا و الآخرة.قال و كيف لي بذلك؟قال الزم الزهد في الدنيا .فكأنه صلّى اللّه عليه و سلم توسم في السائل الأول مخايل الغضب فنهاه عنه.و في السائل الآخر مخايل الطمع في الناس و طول الأمل.و تخيل محمد بن واسع في السائل مخايل الحرص على الدنيا.و قال رجل لمعاذ

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست