responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 20

يوسف؟قال لا.قال لقولك لإخوته أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون لم خفت عليه الذئب و لم ترجنى ؟و لم نظرت إلى غفلة إخوته و لم تنظر إلى حفظى له؟و تدري لم رددته عليك؟قال لا.قال لأنك رجوتني و قلت عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً [1]و بما قلت اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا [2]و كذلك لما قال يوسف لصاحب الملك اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [3]قال اللّه تعالى فَأَنْسٰاهُ الشَّيْطٰانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [4].و أمثال هذه الحكايات لا تنحصر .و لم يرد بها القرءان و الأخبار ورود الأسمار ،بل الغرض بها الاعتبار و الاستبصار،لتعلم أن الأنبياء عليهم السلام لم يتجاوز عنهم في الذنوب الصغار،فكيف يتجاوز عن غيرهم في الذنوب الكبار!نعم كانت سعادتهم في أن عوجلوا بالعقوبة و لم يؤخروا إلى الآخرة.و الأشقياء يمهلون ليزدادوا إثما،و لأن عذاب الآخرة أشد و أكبر،فهذا أيضا مما ينبغي أن يكثر جنسه على أسماع المصرين،فإنه نافع في تحريك دواعي التوبة

النوع الثالث:أن يقرر عندهم أن تعجيل العقوبة في الدنيا متوقع على الذنوب

و أن كل ما يصيب العبد من المصائب فهو بسبب جناياته.فرب عبد يتساهل في أمر الآخرة، و يخاف من عقوبة اللّه في الدنيا أكثر لفرط جهله.فينبغي أن يخوّف به.فإن الذنوب كلها يتعجل في الدنيا شؤمها في غالب الأمر.كما حكي في قصة داود و سليمان عليهما السلام.

حتى أنه قد يضيق على العبد رزقه بسبب ذنوبه.و قد تسقط منزلته من القلوب و يستولى عليه أعداؤه.قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ العبد ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه» و قال ابن مسعود.إنى لأحسب أن العبد ينسى العلم بالذنب يصيبه و هو معنى قوله عليه السّلام[2]«من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود إليه أبدا »و قال بعض السلف:ليست اللعنة سوادا في الوجه،و نقصا في المال،إنما اللعنة أن لا تخرج من ذنب إلا وقعت في مثله


[1] يوسف:83

[2] يوسف:87

[3] يوسف:42

[4] يوسف:42

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست