responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 179

على ربّه فيقول اللّه تعالى كيف وجدت مكانك؟فيقول شرّ مكان قال فيقول ردّوه إلى مكانه قال فيمشي و يلتفت إلى ورائه فيقول اللّه عزّ و جلّ إلى أيّ شيء تلتفت؟ فيقول لقد رجوت أن لا تعيدني إليها بعد إذ أخرجتنى منها فيقول اللّه تعالى اذهبوا به إلى الجنة» فدل هذا على أن رجاءه كان سبب نجاته نسأل اللّه حسن التوفيق بلطفه و كرمه

بيان
دواء الرجاء و السبيل الذي يحصل منه حال الرجاء و يغلب

اعلم أن هذا الدواء يحتاج إليه أحد رجلين:إما رجل غلب عليه اليأس فترك العبادة و إما رجل غلب عليه الخوف فأسرف في المواظبة على العبادة،حتى أضر بنفسه و أهله.

و هذان رجلان مائلان عن الاعتدال إلى طرفي الإفراط و التفريط،فيحتاجان إلى علاج يردهما إلى الاعتدال.فأما العاصي المغرور المتمنى على اللّه،مع الإعراض عن العبادة و اقتحام المعاصي،فأدوية الرجاء تنقلب سموما مهلكة في حقه،و تنزل منزلة العسل الذي هو شفاء لمن غلب عليه البرد،و هو سم مهلك لمن غلب عليه الحرارة .بل المغرور لا يستعمل في حقه إلا أدوية الخوف،و الأسباب المهيجة له.فلهذا يجب أن يكون واعظ الخلق متلطفا ناظرا إلى مواقع العلل،معالجا لكل علة بما يضادها،لا بما يزيد فيها.فإن المطلوب هو العدل و القصد في الصفات و الأخلاق كلها،و خير الأمور أوساطها .فإذا جاوز الوسط إلى أحد الطرفين،عولج بما يرده إلى الوسط،لا بما يزيد في ميله عن الوسط.و هذا الزمان زمان لا ينبغي أن يستعمل فيه مع الخلق أسباب الرجاء،بل المبالغة في التخويف أيضا تكاد أن لا تردهم إلى جادة الحق و سنن الصواب.فأما ذكر أسباب الرجاء فيهلكهم و يرديهم بالكلية.و لكنها لما كانت أخف على القلوب،و ألذ عند النفوس،و لم يكن غرض الوعاظ إلا استمالة القلوب،و استنطاق الخلق بالثناء كيفما كانوا،مالوا إلى الرجاء ،حتى ازداد الفساد فسادا،و ازداد المنهمكون في طغيانهم تماديا.قال علىّ كرم اللّه وجهه:إنما العالم؟؟؟ الذي لا يقنط الناس من رحمة اللّه تعالى،و لا يؤمنهم من مكر اللّه و نحن نذكر أسباب الرجاء لتستعمل في حق الآيس،أو فيمن غلب عليه الخوف اقتداء بكتاب اللّه تعالى و سنة رسوله صلّى اللّه عليه و سلم،فإنهما مشتملان على الخوف

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست