responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 176

و التنعم بمناجاته،و التلطف في التملق له،فإن هذه الأحوال لا بد و أن تظهر على كل من يرجو ملكا من الملوك.أو شخصا من الأشخاص،فكيف لا يظهر ذلك في حق اللّه تعالى.

فإن كان لا يظهر فليستدل به على الحرمان عن مقام الرجاء،و النزول في حضيض الغرور و التمني.

فهذا هو البيان لحال الرجاء،و لما أثمره من العلم،و لما استثمر منه من العمل.و يدل على إثماره لهذه الأعمال حديث[1]زيد الخيل،إذ قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:جئت لأسألك عن علامة اللّه فيمن يريد،و علامته فيمن لا يريد.فقال«كيف أصبحت»قال أصبحت أحب الخير و أهله،و إذا قدرت على شيء منه سارعت إليه،و أيقنت بثوابه.و إذا فاتنى منه شيء حزنت عليه،و حننت إليه فقال«هذه علامة اللّه فيمن يريد و لو أرادك للأخرى هيّأك لها ثمّ لا يبالي في أيّ أوديتها هلكت» فقد ذكر صلّى اللّه عليه و سلم علامة من أريد به الخير.فمن ارتجى أن يكون مرادا بالخير من غير هذه العلامات فهو مغرور.

بيان
فضيلة الرجاء و الترغيب فيه

اعلم أن العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف.لأن أقرب العباد إلى اللّه تعالى أحبهم له.

و الحب يغلب بالرجاء.و اعتبر ذلك بملكين،يخدم أحدهما خوفا من عقابه،و الآخر رجاء لثوابه.و لذلك ورد في الرجاء و حسن الظن رغائب،لا سيما في وقت الموت.قال تعالى لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ [1]فحرم أصل اليأس.و في أخبار يعقوب عليه السّلام،أن اللّه تعالى أوحى إليه.أ تدري لم فرقت بينك و بين يوسف؟لأنك قلت أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون.لم خفت الذئب و لم ترجنى:و لم نظرت إلى غفلة إخوته و لم تنظر إلى حفظى له و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«لا يموتنّ أحدكم إلاّ و هو يحسن الظّنّ باللّه تعالى»


[1] الزمر:53

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست