responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 165

لا حظ لنا في المساكين،و لا حظ للّٰه فينا و في أموالنا.سواء أنفقنا أو أمسكنا هلكوا كما هلك الصبي لما ظن أن مقصود الوالد استخدامه لأجل العبيد،و لم يشعر بأنه كان المقصود ثبات صفة العلم في نفسه،و تأكده في قلبه،حتى يكون ذلك سبب سعادته في الدنيا،و إنما كان ذلك من الوالد تلطفا به في استجراره إلى ما فيه سعادته.فهذا المثال يبين لك ضلال من ضل من هذا الطريق .فإذا المسكين الآخذ لمالك يستوفى بواسطة المال خبث البخل و حب الدنيا من باطنك،فإنه مهلك لك،فهو كالحجام،يستخرج الدم منك ليخرج بخروج الدم العلة المهلكة من باطنك.فالحجام خادم لك،لا أنت خادم للحجام.و لا يخرج الحجام عن كونه خادما،بأن يكون له غرض في أن يصنع شيئا بالدم.و لما كانت الصدقات مطهرة للبواطن،و مزكية لها عن خبائث الصفات ،امتنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أخذها،و انتهى عنها[1]كما نهى عن كسب الحجام[2]و سماها أوساخ أموال الناس، و شرف أهل بيته بالصيانة عنها.

و المقصود أن الأعمال مؤثرات في القلب كما سبق في ربع المهلكات،و القلب بحسب تأثيرها مستعد لقبول الهداية و نور المعرفة.فهذا هو القول الكلى،و القانون الأصلي الذي ينبغي أن يرجع إليه في معرفة فضائل الأعمال،و الأحوال،و المعارف.و لنرجع الآن إلى خصوص ما نحن فيه من الصبر و الشكر فنقول:في كل واحد منهما معرفة و حال،و عمل .فلا يجوز أن تقابل المعرفة في أحدهما بالحال أو العمل في الآخر.بل يقابل كل واحد منها بنظيره،حتى يظهر التناسب و بعد التناسب يظهر الفضل و مهما قوبلت معرفة الشاكر بمعرفة الصابر،ربما رجعا إلى معرفة واحدة،إذ معرفة الشاكر أن يرى نعمة العينين مثلا من اللّه تعالى،و معرفة الصابر أن يرى العمى من اللّه و هما معرفتان متلازمتان متساويتان.هذا إن اعتبرنا في البلاء و المصائب.و قد بينا أن الصبر قد يكون على الطاعة ،و عن المعصية.و فيهما يتحد الصبر و الشكر.لأن الصبر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست