responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 145

فيصرف بقية العمر إلى ما يشتهي أهل القبور العود لأجله،ليكون ذلك معرفة لنعم اللّه تعالى في بقية العمر،بل في الإمهال في كل نفس من الأنفاس.و إذا عرف تلك النعمة شكر بأن يصرف العمر إلى ما خلق العمر لأجله،و هو التزود من الدنيا للآخرة.

فهذا علاج هذه القلوب الغافلة لتشعر بنعم اللّه تعالى فعساها تشكر.و قد كان الربيع ابن خيثم مع تمام استبصاره،يستعين بهذه الطريق تأكيدا للمعرفة.فكان قد حفر في داره قبرا،فكان يضع غلا في عنقه،و ينام في لحده ثم يقول: رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صٰالِحاً [1]ثم يقوم و يقول:يا ربيع،قد أعطيت ما سألت،فاعمل قبل أن تسأل الرجوع فلا ترد.و مما ينبغي أن تعالج به القلوب البيعدة عن الشكر أن تعرف أن النعمة إذا لم تشكر زالت و لم تعد،و لذلك كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه يقول:عليكم بملازمة الشكر على النعم،فقلّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم:و قال بعض السلف:النعم وحشية فقيدوها بالشكر .و في الخبر[1] ما عظمت نعمة اللّه تعالى على عبد إلا كثرت حوائج الناس إليه،فمن تهاون بهم عرض تلك النعمة للزوال و قال اللّه سبحانه و تعالى إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ [2]فهذا تمام هذا الركن

الركن الثالث
من كتاب الصبر و الشكر فيما يشترك فيه الصبر و الشكر و يرتبط أحدهما بالآخر

بيان
وجه اجتماع الصبر و الشكر على شيء واحد

لعلك تقول ما ذكرته في النعم إشارة إلى أن للّٰه تعالى في كل موجود نعمة،و هذا يشير إلى أن البلاء لا وجود له أصلا.فما معنى الصبر إذا؟و إن كان البلاء موجودا فما معنى الشكر على البلاء؟و قد ادعى مدعون أنا نشكر على البلاء،فضلا عن الشكر على النعمة،


[1] المؤمنون:99،100

[2] الرعد:11

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست