responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 114

و أما التأييد،فكأنه جامع للكل.و هو عبارة عن تقوية أمره بالبصيرة من داخل و تقوية البطش و مساعدة الأسباب من خارج.و هو المراد بقوله عز و جل إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ [1]و تقرب منه العصمة.و هي عبارة عن وجود إلهى بسبح في الباطن،يقوى به الإنسان على تحرى الخير و تجنب الشر،حتى يصير كمانع من باطنه غير محسوس .و إيّاه عني بقوله تعالى وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا لَوْ لاٰ أَنْ رَأىٰ بُرْهٰانَ رَبِّهِ [2]فهذه هي مجامع النعم و لن تتثبت إلا بما يخوله اللّه من الفهم الصافي الثاقب،و السمع الواعي،و القلب البصير المتواضع المراعى،و المعلم الناصح،و المال الزائد على ما يقصر عن المهمات بقلته،القاصر عما يشغل عن الدين بكثرته.و العز الذي يصونه عن سفه السفهاء و ظلم الأعداء .و يستدعى كل واحد من هذه الأسباب الستة عشر أسبابا،و تستدعى تلك الأسباب أسبابا،إلى أن تنتهي بالآخرة إلى دليل المتحيرين،و ملجأ المضطرين،و ذلك رب الأرباب،و مسبب الأسباب.و إذا كانت تلك الأسباب طويلة لا يحتمل مثل هذا الكتاب استقصاءها،فلنذكر منها أنموذجا ليعلم به معنى قوله تعالى وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰهِ لاٰ تُحْصُوهٰا [3]و باللّه التوفيق

بيان
وجه الانموذج في كثرة نعم اللّه تعالى و تسلسلها و خروجها عن الحصر و الإحصاء

اعلم أنا جمعنا النعم في ستة عشر ضربا .و جعلنا صحة البدن نعمة من النعم الواقعة في الرتبة المتأخرة.فهذه النعمة الواحدة لو أردنا أن نستقصى الأسباب التي بها تمت هذه النعمة لم نقدر عليها.و لكن الأكل أحد أسباب الصحة،فلنذكر نبذة من جملة الأسباب التي بها تتم نعمة الأكل،فلا يخفى أن الأكل فعل،و كل فعل من هذا النوع فهو حركة،و كل حركة لا بد لها من جسم متحرك هو آلتها،و لا بد لها من قدرة على الحركة.و لا بد من إرادة للحركة،و لا بد من علم بالمراد و إدراك له.و لا بد للأكل من مأكول،و لا بد للمأكول من أصل منه يحصل،و لا بد له من صانع يصلحه .فلنذكر أسباب الإدراك،ثم أسباب الإرادات،ثم أسباب القدرة،ثم أسباب المأكول على سبيل التلويح لا على سبيل الاستقصاء


[1] المائدة:110

[2] يوسف:24

[3] إبراهيم:34

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست