responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 11

لأن تدفع بها السيئة.و على هذا تحمل الأخبار الواردة في فضل الاستغفار.حتى قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ما أصرّ من استغفر و لو عاد في اليوم سبعين مرّة»و هو عبارة عن الاستغفار بالقلب .و للتوبة و الاستغفار درجات.و أوائلها لا تخلو عن الفائدة و إن لم تنته إلى أواخرها.و لذلك قال سهل .لا بد للعبد في كل حال من مولاه.فأحسن أحواله أن يرجع إليه في كل شيء:فإن عصى قال يا رب استر علىّ.فإذا فرغ من المعصية قال يا رب تب علىّ.فإذا تاب قال يا رب ارزقني العصمة.و إذا عمل قال يا رب تقبل منى.

و سئل أيضا عن الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال.أول الاستغفار الاستجابة،ثم الإنابة، ثم التوبة.فالاستجابة أعمال الجوارح،و الإنابة أعمال القلوب.و التوبة إقباله على مولاه،بأن يترك الخلق ثم يستغفر اللّه من تقصيره الذي هو فيه،و من الجهل بالنعمة و ترك الشكر.فعند ذلك يغفر له،و يكون عنده مأواه،ثم التنقل إلى الانفراد،ثم الثبات،ثم البيان،ثم الفكر ثم المعرفة،ثم المناجاة،ثم المصافاة،ثم الموالاة ثم محادثة السر،و هو الخلة.و لا يستقر هذا في قلب عبد حتى يكون العلم غذاءه،و الذكر قوامه،و الرضا زاده،و التوكل صاحبه.

ثم ينظر اللّه إليه،فيرفعه إلى العرش،فيكون مقامه مقام حملة العرش و سئل أيضا عن قوله صلّى اللّه عليه و سلم«التّائب حبيب اللّه»فقال.إنما يكون حبيبا إذا كان فيه جميع ما ذكر في قوله تعالى اَلتّٰائِبُونَ الْعٰابِدُونَ [1]الآية-و قال الحبيب هو الذي لا يدخل فيما يكرهه حبيبه.

و المقصود أن للتوبة ثمرتين.

إحداهما تكفير السيئات،حتى يصير كمن لا ذنب له .

و الثانية نيل الدرجات،حتى يصير حبيبا .و للتكفير أيضا درجات:فبعضه محو لأصل الذنب بالكلية،و بعضه تخفيف له.و يتفاوت ذلك بتفاوت درجات التوبة.فالاستغفار بالقلب،و التدارك بالحسنات،و إن خلا عن حل عقدة الإصرار من أوائل الدرجات:فليس يخلو عن الفائدة أصلا.فلا ينبغي أن تظن أن وجودها كعدمها.بل عرف أهل المشاهدة و أرباب القلوب معرفة لا ريب فيها،أن قول اللّه تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [2]صدق


[1] التوبة:112

[2] الزلزال:7

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست