responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 100

فلا يوصفان في أنفسهما من حيث إنهما جوهران بأنهما نعمة،بل من حيث هما وسيلتان فيكونان نعمة في حق من يقصد أمرا ليس يمكنه أن يتوصل إليه إلا بهما.فلو كان مقصده العلم و العبادة،و معه الكفاية التي هي ضرورة حياته،استوى عنده الذهب و المدر،فكان وجودهما و عدمهما عنده بمثابة واحدة،بل ربما شغله وجودهما عن الفكر و العبادة،فيكونان بلاء في حقه و لا يكونان نعمة.

قسمة رابعة.

اعلم أن الخيرات باعتبار آخر تنقسم إلى نافع،و لذيذ،و جميل.فاللذيذ هو الذي تدرك راحته في الحال،و النافع هو للذي يفيد في المآل،و الجميل هو الذي يستحسن في سائر الأحوال.و الشرور أيضا تنقسم إلى ضار،و قبيح و مؤلم.و كل واحد من القسمين ضربان.مطلق و مقيد.فالمطلق هو الذي اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة،أما في الخير فكالعلم و الحكمة،فإنها نافعة و جميلة و لذيذة عند أهل العلم و الحكمة.و أما في الشر فكالجهل،فإنه ضار و قبيح و مؤلم.و إنما يحس الجاهل بألم جهله إذا عرف أنه جاهل،و ذلك بأن يرى غيره عالما،و يرى نفسه جاهلا،فيدرك ألم النقص فتنبعث منه شهوة العلم اللذيذة،ثم قد يمنعه الحسد،و الكبر .و الشهوات البدنية عن التعلم فيتجاذبه متضادان،فيعظم ألمه.فإنه إن ترك التعلم تألم بالجهل و درك النقصان،و إن اشتغل بالتعلم تألم بترك الشهوات،أو بترك الكبر و ذل التعلم و مثل هذا الشخص لا يزال في عذاب دائم لا محالة و الضرب الثاني :المقيد و هو الذي جمع بعض هذه الأوصاف دون بعض.فرب نافع مؤلم،كقطع الإصبع المتأكلة،و السلعة الخارجة من البدن.و رب نافع قبيح كالحمق،فإنه بالإضافة إلى بعض الأحوال نافع،فقد قيل:استراح من لا عقل له،فإنه لا يهتم بالعاقبة فيستريح في الحال إلى أن يحين وقت هلاكه.و رب نافع من وجه ضار من وجه،كإلقاء المال في البحر عند خوف الغرق،فإنه ضار للمال،نافع للنفس في نجاتها.

و النافع قسمان:ضروري كالإيمان و حسن الخلق في الإيصال إلى سعادة الآخرة و أعنى بهما العلم و العمل ،إذ لا يقوم مقامهما البتة غيرهما،و إلى ما لا يكون ضروريا كالسكنجبين مثلا في تسكين الصفراء،فإنه قد يمكن تسكينها أيضا بما يقوم مقامه

قسمة خامسة:

اعلم أن النعمة يعبر بها عن كل لذيذ.و اللذات بالإضافة إلى الإنسان من حيث اختصاصه بها أو مشاركته لغيره ثلاثة أنواع:عقلية،و بدنية مشتركة مع بعض

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست