responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 10

فأصبت منها كل شيء إلا المسيس.فاقض علىّ بحكم اللّه تعالى.فقال صلّى اللّه عليه و سلم «أو ما صلّيت معنا صلاة الغداة»قال بلى.فقال صلّى اللّه عليه و سلم«إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات»و هذا يدل على أن ما دون الزنا من معالجة النساء صغيرة.إذ جعل الصلاة كفارة له بمقتضى قوله صلّى اللّه عليه و سلم«الصّلوات الخمس كفّارات لما بينهنّ إلاّ الكبائر » فعلى الأحوال كلها،ينبغي أن يحاسب نفسه كل يوم،و يجمع سيئاته ،و يجتهد في دفعها بالحسنات.

فإن قلت:فكيف يكون الاستغفار نافعا من غير حل عقدة الإصرار،و في الخبر[1] «المستغفر من الذّنب و هو مصرّ عليه كالمستهزئ بآيات اللّه»و كان بعضهم يقول:

أستغفر اللّه من قولي أستغفر اللّه .و قيل:الاستغفار باللسان توبة الكذابين .و قالت رابعة العدوية:استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير

فاعلم:أنه قد ورد في فضل الاستغفار أخبار خارجة عن الحصر

،ذكرناها في كتاب الأذكار و الدعوات،حتى قرن اللّه الاستغفار ببقاء الرسول صلّى اللّه عليه و سلم،فقال تعالى وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [1]فكان بعض الصحابة[2]يقول:كان لنا أمانان،ذهب أحدهما.و هو كون الرسول فينا،و بقي الاستغفار معنا.فإن ذهب هلكنا فنقول:

الاستغفار الذي هو توبة الكذابين،هو الاستغفار بمجرد اللسان،من غير أن يكون للقلب فيه شركة.كما يقول الإنسان بحكم العادة و عن رأس الغفلة.أستغفر اللّه فيجري‌ .و كما يقول إذا سمع صفة النار .نعوذ باللّه منها.من غير أن يتأثر به قلبه.و هذا يرجع إلى مجرد حركة اللسان،و لا جدوى له.فأما إذا انضاف إليه تضرع القلب إلى اللّه تعالى،و ابتهاله في سؤال المغفرة،عن صدق إرادة و خلوص نية و رغبة،فهذه حسنة في نفسها،فتصلح


[1] الانفال:33

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست