responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 87

الملوك و الظلمة،و يحتاج فيه إلى الحفظة،و الحراس،و الخزائن،و يتطرق إليه أخطار كثيرة.و أما القلوب إذا ملكت،فلا تتعرض لهذه الآفات،فهي على التحقيق خزائن عتيدة،لا يقدر عليها السراق،و لا تتناولها أيدي النهاب و الغصاب.و أثبت الأموال العقار،و لا يؤمن فيه الغصب و الظلم،و لا يستغنى عن المراقبة و الحفظ.و أما خزائن القلوب فهي محفوظة محروسة بأنفسها.و الجاه في أمن و أمان من الغصب و السرقة فيها نعم:إنما تغصب القلوب بالتصريف،و تقبيح الحال،و تغيير الاعتقاد فيما صدق به من أوصاف الكمال،و ذلك مما يهون دفعه؟و لا يتيسر على محاوله فعله

الثالث:أن ملك القلوب يسرى و ينمي و يتزايد

،من غير حاجة إلى تعب و مقاساة، فإن القلوب إذا أذعنت لشخص و اعتقدت كماله،بعلم أو عمل أو غيره،أفصحت الألسنة لا محالة بما فيها،فيصف ما يعتقده لغيره،و يقتنص ذلك القلب أيضا له.و لهذا المعنى يحب الطبع الصيت و انتشار الذكر،لأن ذلك إذا استطار في الأقطار اقتنص القلوب،و دعاها إلى الإذعان و التعظيم،فلا يزال يسرى من واحد إلى واحد و يتزايد،و ليس له مرد معين و أما المال،فمن ملك منه شيئا فهو مالكه،و لا يقدر على استنمائه إلا بتعب و مقاساة و الجاه أبدا في النماء بنفسه،و لا مرد لموقعه،و المال واقف.و لهذا إذا عظم الجاه،و انتشر الصيت،و انطلقت الألسنة بالثناء،استحقرت الأموال في مقابلته.فهذه مجامع ترجيحات الجاه على المال،و إذا فصلت كثرت وجوه الترجيح فإن قلت:فالإشكال قائم في المال و الجاه جميعا،فلا ينبغي أن يحب الإنسان المال و الجاه نعم:القدر الذي يتوصل به إلى جلب الملاذ و دفع المضار معلوم،كالمحتاج إلى الملبس و المسكن و المطعم،أو كالمبتلى بمرض أو بعقوبة،إذا كان لا يتوصل إلى دفع العقوبة عن نفسه إلا بمال أو جاه،فحبه للمال و الجاه معلوم،إذ كل ما لا يتوصل إلى المحبوب إلا به فهو محبوب،و في الطباع أمر عجيب و راء هذا،و هو حب جمع الأموال،و كنز الكنوز،و ادخار الذخائر و استكثار الخزائن و راء جميع الحاجات،حتى لو كان للعبد و اديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا و كذلك يحب الإنسان اتساع الجاه،و انتشار الصيت إلى أقاصى البلاد التي يعلم قطعا أنه لا يطؤها ،و لا يشاهد أصحابها،ليعظموه أو ليبروه بمال،أو ليعينوه على غرض من أغراضه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست