responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 86

و التوقير بالمفاتحة بالسلام،و تسليم الصدر في المحافل،و التقديم في جميع المقاصد،فهذه آثار تصدر عن قيام الجاه في القلب.و معنى قيام الجاه في القلب اشتمال القلوب على اعتقاد صفات الكمال في الشخص،إما بعلم،أو عبادة،أو حسن خلق،أو نسب،أو ولاية،أو جمال في صورة،أو قوة في بدن،أو شيء مما يعتقده الناس كمالا،فإن هذه الأوصاف كلها تعظم محله في القلوب،فتكون سببا لقيام الجاه،و اللّه تعالى أعلم

بيان
سبب كون الجاه محبوبا بالطبع حتى لا يخلو عنه قلب إلا بشديد المجاهدة

اعلم أن السبب الذي يقتضي كون الذهب و الفضة و سائر أنواع الأموال محبوبا،هو بعينه يقتضي كون الجاه محبوبا.بل يقتضي أن يكون أحب من المال،كما يقتضي أن يكون الذهب أحب من الفضة مهما تساويا في المقدار.و هو أنك تعلم أن الدراهم و الدنانير لا غرض في أعيانهما ،إذ لا تصلح لمطعم،و لا مشرب،و لا منكح،،و لا ملبس،و إنما هي و الحصباء بمثابة واحدة.و لكنهما محبوبان لأنهما وسيلة إلى جميع المحاب،و ذريعة إلى قضاء الشهوات فكذلك الجاه،لأن معنى الجاه ملك القلوب.و كما أن ملك الذهب و الفضة يفيد قدرة يتوصل الإنسان بها إلى سائر أغراضه،فكذلك ملك قلوب الأحرار و القدرة على استسخارها يفيد قدرة على التوصل إلى جميع الأغراض.فالاشتراك في السبب اقتضى الاشتراك في المحبة،و ترجيح الجاه على المال اقتضى أن يكون الجاه أحب من المال.

و لملك الجاه ترجيح على ملك المال من ثلاثة أوجه:

الأول:أن التوصل بالجاه إلى المال أيسر من التوصل بالمال إلى الجاه.

فالعالم أو الزاهد الذي تقرر له جاه في القلوب،لو قصد اكتساب المال تيسر له.فإن أموال أرباب القلوب مسخرة للقلوب،و مبذولة لمن اعتقد فيه الكمال.و أما الرجل الخسيس،الذي لا يتصف بصفة كمال،إذا وجد كنزا،و لم يكن له جاه يحفظ ماله،و أراد أن يتوصل بالمال إلى الجاه لم يتيسر له.فإذا الجاه آلة و وسيلة إلى المال.فمن ملك الجاه فقد ملك المال.و من ملك المال لم يملك الجاه بكل حال.فلذلك صار الجاه أحب

الثاني:هو أن المال معرض للبلوى و التلف،بأن يسرق

،و يغصب،و يطمع فيه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست