responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 8

كلّما تكفّأ به الصّراط قال له ماله ويلك ألا أدّيت حقّ اللّه فيّ فما يزال كذلك حتّى يدعو بالويل و الثّبور».و كل ما أوردناه في كتاب الزهد و الفقر،في ذم الغنى و مدح الفقر،يرجع جميعه إلى ذم المال،فلا نطول بتكريره.و كذا كل ما ذكرناه في ذم الدنيا فيتناول ذم المال بحكم العموم،لأن المال أعظم أركان الدنيا.و إنما نذكر الآن ما ورد في المال خاصة.قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«إذا مات العبد قالت الملائكة ما قدّم؟و قال النّاس ما خلّف ؟»و قال صلى اللّه عليه و سلم[2]«لا تتّخذوا الضّيعة فتحبّوا الدّنيا»

الآثار:

روى أن رجلا نال من أبي الدرداء،و أراه سوأ،فقال اللهم من فعل بي سوأ فأصبح جسمه،و أطل عمره،و أكثر ماله.فانظر كيف رأى كثرة المال غاية البلاء،مع صحة الجسم و طول العمر،لأنه لا بد و أن يفضي إلى الطغيان.و وضع على كرم اللّه وجهه درهما على كفه،ثم قال،أما إنك ما لم تخرج عنى لا تنفعني .و روي أن عمر رضي اللّه عنه، أرسل إلى زينب بنت جحش بعطائها.فقالت ما هذا؟قالوا أرسل إليك عمر بن الخطاب قالت غفر اللّه له.ثم سلت سترا كان لها،فقطعته و جعلته صررا،و قسمته في أهل بيتها و رحمها و أيتامها.ثم رفعت يديها و قالت،اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا.فكانت أول نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحوقا به .

و قال الحسن،و اللّه ما أعز الدرهم أحد إلا أذله اللّه .و قيل إن أول ما ضرب الدينار و الدرهم رفعهما؟؟؟ إبليس،ثم وضعهما على جبهته،ثم قبلهما و قال،من أحبكما فهو عبدي حقا .و قال سميط بن عجلان،إن الدراهم و الدنانير أزمة المنافقين،يقادون بها إلى النار.و قال يحيى بن معاذ،الدرهم عقرب،فإن لم تحسن رقيته فلا تأخذه،فإنه إن لدغك قتلك سمه.قيل و ما رقيته؟ قال أخذه من حله،و وضعه في حقه.و قال العلاء بن زياد،تمثلت لي الدنيا و عليها من كل زينة،فقلت أعوذ باللّه من شرك.فقالت إن سرك أن يعيذك اللّه منى،فأبغض الدرهم و الدينار.و ذلك لأن الدرهم و الدينار هما الدنيا كلها،إذ يتوصل بهما إلى جميع أصنافها.فمن صبر عنهما صبر عن الدنيا و في ذلك قيل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست