responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 5

الغضب و الحسد بعضها،و الكبر و طلب العلو بعضها،و لها أبعاض كثيرة.و يجمعها كل ما كان للإنسان فيه حظ عاجل .و نظرنا الآن في هذا الكتاب في المال وحده،إذ فيه آفات و غوائل،و للإنسان من فقده صفة الفقر،و من وجوده وصف الغنى،و هما حالتان يحصل بهما الاختبار و الامتحان.ثم للفاقد حالتان،القناعة،و الحرص،و إحداهما مذمومة و الأخرى محمودة .و للحريص حالتان،طمع فيما في أيدي الناس،و تشمر للحرف و الصناعات مع اليأس عن الخلق.و الطمع شر الحالتين.و للواجد حالتان،إمساك بحكم البخل و الشح،و إنفاق و إحداهما مذمومة،و الأخرى محمودة.و للمنفق حالتان،تبذير،و اقتصاد.و المحمود هو الاقتصاد.و هذه أمور متشابهة،و كشف الغطاء عن الغموض فيها مهم و نحن نشرح ذلك في أربعة عشر فصلا إن شاء اللّه تعالى.و هو بيان ذم المال،ثم مدحه ثم تفصيل فوائد المال و آفاته،ثم ذم الحرص و الطمع،ثم علاج الحرص و الطمع،ثم فضيلة السخاء،ثم حكايات الأسخياء،ثم ذم البخل،ثم حكايات البخلاء،ثم الإيثار و فضله،ثم حد السخاء و البخل،ثم علاج البخل،ثم مجموع الوظائف في المال،ثم ذم الغنى و مدح الفقر إن شاء اللّه تعالى

بيان
ذم المال و كراهة حبه

قال اللّه تعالى

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُلْهِكُم ْ أَمْوٰالُكُمْ وَ لاٰ أَوْلاٰدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْخٰاسِرُونَ [1] و قال تعالى إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ وَ اللّٰهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [2]فمن اختار ماله و ولده على ما عند اللّه،فقد خسر و غبن خسرانا عظيما،و قال عز و جل مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا [3]الآية و قال تعالى إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَيَطْغىٰ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنىٰ [4]فلا حول و لا قوة إلا باللّه العلى العظيم،و قال تعالى أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ [5]

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

[1]«حبّ المال و الشّرف ينبتان النّفاق في القلب كما


[1] المنافقون:9.

[2] التغابن:15.

[3] هود:15.

[4] العلق:6،7.

[5] التكاثر:1

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست