responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 49

و فيه غلام أسود يعمل فيه.إذ أتى الغلام بقوته،فدخل الحائط كلب،و دنا من الغلام، فرمى إليه الغلام بقرص فأكله،ثم رمى إليه الثاني و الثالث فأكله،و عبد اللّه ينظر إليه.

فقال يا غلام،كم قوتك كل يوم؟قال ما رأيت.قال فلم آثرت به هذا الكلب؟قال ما هي بأرض كلاب،إنه جاء من مسافة بعيدة جائعا،فكرهت أن أشبع و هو جائع.قال فما أنت صانع اليوم؟قال أطوى يومي هذا.فقال عبد اللّه بن جعفر،ألام على السخاء؟إن هذا الغلام لأسخى منى.فاشترى الحائط و الغلام و ما فيه من الآلات،فأعتق الغلام،و وهبه منه .

و قال عمر رضي اللّه عنه،أهدى إلى رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأس شاة،فقال إن أخي كان أحوج منى إليه،فبعث به إليه.فلم يزل كل واحد يبعث به إلى آخر،حتى تداوله سبعة أبيات،و رجع إلى الأول .

و بات على كرم اللّه وجهه على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[1]فأوحى اللّه تعالى إلى جبريل و ميكائيل عليهما السلام،إنى آخيت بينكما،و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر.فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟فاختارا كلاهما الحياة،و أحباها،فأوحى اللّه عز و جل إليهما،أ فلا كنتما مثل على ابن أبي طالب،آخيت بينه و بين نبي محمد صلّى اللّه عليه و سلم،فبات على فراشه يفديه بنفسه، و يؤثره بالحياة؟اهبطا إلى الأرض،فاحفظاه من عدوه.فكان جبريل عند رأسه،و ميكائيل عند رجليه.و جبريل عليه السّلام يقول،بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب.و اللّه تعالى يباهي بك الملائكة،فأنزل اللّه تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ [1].و عن أبي الحسن الأنطاكى أنه اجتمع عنده نيف و ثلاثون نفسا،و كانوا في قرية بقرب الري،و لهم أرغفة معدودة لم تشبع جميعهم.فكسروا الرغفان


[1] البقرة:207

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست