responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 24

أراذل الناس،أو على الافتداء بمن هو أعز أصناف الخلق عند اللّه،حتى يهون عليه بذلك الصبر على الضنك،و القناعة باليسير،فإنه إن تنعم في البطن،فالحمار أكثر أكلا منه.

و إن تنعم في الوقاع،فالخنزير أعلى رتبة منه.و إن تزين في الملبس و الخيل،ففي اليهود من هو أعلى زينة منه.و إن قنع بالقليل،و رضي به،لم يساهمه في رتبته إلا الأنبياء و الأولياء

الخامس:أن يفهم ما في جمع المال من الخطر

،كما ذكرنا في آفات المال،و ما فيه من خوف السرقة،و النهب،و الضياع.و ما في خلو اليد من الأمن و الفراغ.و يتأمل ما ذكرناه في آفات المال،مع ما يفوته من المدافعة عن باب الجنة إلى خمسمائة عام،فإنه إذا لم يقنع بما يكفيه،ألحق بزمرة الأغنياء،و أخرج من جريدة الفقراء.و يتم ذلك بأن ينظر أبدا إلى من دونه في الدنيا لا إلى من فرقه.فإن الشيطان أبدا يصرف نظره في الدنيا إلى من فوقه فيقول لم تفتر عن الطلب،و أرباب الأموال يتنعمون في المطاعم و الملابس.و يصرف نظره في الدين إلى من دونه فيقول،و لم تضيق على نفسك و تخاف اللّه،و فلان أعلم منك و هو لا يخاف اللّه،و الناس كلهم مشغولون بالنعم،فلم تريد أن تتميز عنهم.قال أبو ذر [1]أوصانى خليلى صلوات اللّه عليه،أن أنظر إلى من هو دوني،لا إلى من هو فوقى.أي في الدنيا.و قال أبو هريرة،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2]«إذا نظر أحدكم إلى من فضّله اللّه عليه في المال و الخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممّن فضّل عليه» فبهذه الأمور يقدر على اكتساب خلق القناعة.و عماد الأمر الصبر و قصر الأمل،و أن يعلم أن غاية صبره في الدنيا أيام قلائل،للتمتع دهرا طويلا،فيكون كالمريض الذي يصبر على مرارة الدواء ،لشدة طمعه في انتظار الشفاء

بيان
فضيلة السخاء

اعلم أن المال إن كان مفقودا.فينبغي أن يكون حال العبد القناعة و قلة الحرص.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست