responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 160

أبعد عن الرياء،و هو عازم على الترك للاشتغال به حتى يعود إليه بعد ذلك.و أما ترك دفع الأذى فذلك ممن يخاف على نفسه آفة الشهرة،و إقبال الناس عليه،و شغلهم إياه عن عبادات هي أكبر من رفع خشبة من الطريق.فيكون ترك ذلك للمحافظة على عبادات هي أكبر منها،لا بمجرد خوف الرياء.و أما قول التيمي إذا أعجبك الكلام فاسكت،يجوز أن يكون قد أراد به مباحات الكلام،كالفصاحة في الحكايات و غيرها،فإن ذلك يورث العجب ،و كذلك العجب بالسكوت المباح محذور.فهو عدول عن مباح إلى مباح حذرا من العجب.فأما الكلام الحق المندوب إليه فلم ينص عليه على أن الآفة مما تعظم في الكلام فهو واقع في القسم الثاني.و إنما كلامنا في العبادات الخاصة ببدن العبد مما لا يتعلق بالناس و لا تعظم فيه الآفات.ثم كلام الحسن في تركهم البكاء و إماطة الأذى لخوف الشهرة، ربما كان حكاية أحوال الضعفاء الذين لا يعرفون الأفضل،و لا يدركون هذه الدقائق، و إنما ذكره تخويفا للناس من آفة الشهرة،و زجرا عن طلبها.

القسم الثاني:ما يتعلق بالخلق

،و تعظم فيه الآفات و الأخطار.و أعظمها الخلافة، ثم القضاء ،ثم التذكير و التدريس و الفتوى،ثم إنفاق المال.

أما الخلافة و الإمارة فهي من أفضل العبادات

إذا كان ذلك مع العدل و الإخلاص.و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ليوم من إمام عادل خير من عبادة الرّجل وحده ستّين عاما»فأعظم بعبادة يوازى يوم منها عبادة ستين سنة.و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2] «أوّل من يدخل الجنّة ثلاثة الإمام المقسط»أحدهم.و قال أبو هريرة،قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[3]«ثلاثة لا تردّ دعوتهم الإمام العادل»أحدهم.و قال صلّى اللّه عليه و سلم[4]«أقرب النّاس منّى مجلسا يوم القيامة إمام عادل» رواه أبو سعيد الخدري

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست