responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 156

فإن المستحيي إما أن يتعلل أو يقرض.فإن أعطى فيتصور له ثلاثة أحوال.أحدها:أن يمزج الرياء بالحياء،بأن يهيج الحياء فيقبح عنده الرد،فيهيج خاطر الرياء و يقول ينبغي أن تعطى حتى يثنى عليك، و يحمدك،و ينشر اسمك بالسخاء.أو ينبغي أن تعطى حتى لا يذمك و لا ينسبك إلى البخل.

فإذا أعطى فقد أعطى بالرياء،و كان المحرك للرياء هو هيجان الحياء الثاني:أن يتعذر عليه الرد بالحياء.و يبقى في نفسه البخل،فيتعذر الإعطاء.فيهيج داعي الإخلاص و يقول له.إن الصدقة بواحدة،و القرض بثمان عشرة.ففيه أجر عظيم،و إدخال سرور على قلب صديق.و ذلك محمود عند اللّه تعالى.فتسخو النفس بالإعطاء لذلك.فهذا مخلص هيّج الحياء إخلاصه الثالث:أن لا يكون له رغبة في الثواب،و لا خوف من مذمته،و لا حب لمحمدته، لأنه لو طلبه مراسلة لكان لا يعطيه،فأعطاه بمحض الحياء،و هو ما يجده في قلبه من ألم الحياء و لو لا الحياء لرده.و لو جاءه من لا يستحى منه من الأجانب أو الأراذل،لكان يرده و إن كثر الحمد و الثواب فيه.فهذا مجرد الحياء،و لا يكون هذا إلا في القبائح،كالبخل و مقارفة الذنوب .و المرائي يستحى من المباحات أيضا،حتى أنه يرى مستعجلا في المشي فيعود إلى الهدوّ ،أو ضاحكا فيرجع إلى الانقباض،و يزعم أن ذلك حياء،و هو عين الرياء.و قد قيل إن بعض الحياء ضعف،و هو صحيح.و المراد به الحياء مما ليس بقبيح،كالحياء من وعظ الناس،و إمامة الناس في الصلاة.و هو في الصبيان و النساء محمود،و في العقلاء غير محمود و قد تشاهد معصية من شيخ،فتستحيي من شيبته أن تنكر عليه،لأن من إجلال اللّه إجلال ذى الشيبة المسلم.و هذا الحياء حسن.و أحسن منه أن تستحيي من اللّه،فلا تضيع الأمر بالمعروف،فالقوى يؤثر الحياء من اللّه على الحياء من الناس،و الضعيف قد لا يقدر عليه.

فهذه هي الأسباب التي يجوز لأجلها ستر القبائح و الذنوب .

الثامن:أن يخاف من ظهور ذنبه أن يستجرئ عليه غيره و يقتدى به.

و هذه العلة الواحدة فقط هي الجارية في إظهار الطاعة،و هو القدوة،و يختص ذلك بالأئمة أو بمن يقتدى به.و بهذه العلة ينبغي أيضا أن يخفى العاصي أيضا معصيته من أهله و ولده،لأنهم يتعلمون منه ففي ستر الذنوب هذه الأعذار الثمانية.و ليس في إظهار الطاعة عذر إلا هذا العذر الواحد و مهما قصد بستر المعصية أن يخيل إلى الناس أنه ورع،كان مرائيا.كما إذا قصد ذلك بإظهار الطاعة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست