responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 154

الثاني:أنه قد علم أن اللّه تعالى يكره ظهور المعاصي

،و يحب سترها،كما قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«من ارتكب شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر اللّه»فهو و إن عصى اللّه بالذنب،فلم يخل قلبه عن محبة ما أحبه اللّه.و هذا ينشأ من قوة الإيمان بكراهة اللّه لظهور المعاصي.و أثر الصدق فيه أن يكره ظهور الذنب من غيره أيضا،و يغتم بسببه

الثالث:أن يكره ذم الناس له به

،من حيث إن ذلك يغمه،و يشغل قلبه و عقله عن طاعة اللّه تعالى.فإن الطبع يتأذى بالذم،و ينازع العقل،و يشغل عن الطاعة.و بهذه العلة أيضا ينبغي أن يكره الحمد الذي يشغله عن ذكر اللّه تعالى،و يستغرق قلبه ،و يصرفه عن الذكر.و هذا أيضا من قوة الإيمان.إذ صدق الرغبة في فراغ القلب لأجل الطاعة من الإيمان

الرابع:أن يكون ستره و رغبته فيه لكراهته لذم الناس

من حيث يتأذى طبعه.فإن الذم مؤلم للقلب،كما أن الضرب مؤلم للبدن.و خوف تألم القلب بالذم ليس بحرام، و لا الإنسان به عاص.و إنما يعصى إذا جزعت نفسه من ذم الناس،و دعته إلى ما لا يجوز حذرا من ذمهم.و ليس يجب على الإنسان أن لا يغتم بذم الخلق و لا يتألم به،نعم:كمال الصدق في أن تزول عنه رؤيته للخلق،فيستوي عنده ذامه و مادحه،لعلمه أن الضار و النافع هو اللّه و أن العباد كلهم عاجزون.و ذلك قليل جدا.و أكثر الطباع تتألم بالذم،لما فيه من الشعور بالنقصان.و رب تألم بالذم محمود،إذا كان الذام من أهل البصيرة في الدين،فإنهم شهداء اللّه و ذمهم يدل على ذم اللّه تعالى،و على نقصان في الدين.فكيف لا يغتم به!نعم،الغم المذموم هو أن يغتم لفوات الحمد بالورع،كأنه يحب أن يحمد بالورع.و لا يجوز أن يحب أن يحمد بطاعة اللّه،فيكون قد طلب بطاعة اللّه ثوابا من غيره.فإن وجد ذلك في نفسه وجب عليه أن يقابله بالكراهة و الرد.و أما كراهة الذم بالمعصية من حيث الطبع،فليس بمذموم.فله الستر حذرا من ذلك.و يتصور أن يكون العبد بحيث لا يحب الحمد،و لكن يكره الذم.و إنما مراده أن يتركه الناس حمدا و ذما.فكم من صابر عن لذة الحمد لا يصبر على ألم الذم،إذ الحمد يطلب اللذة،و عدم اللذة لا يؤلم.و أما الذم فإنه مؤلم.فحب الحمد على الطاعة طلب ثواب على الطاعة في الحال.و أما كراهة الذم على المعصية فلا محذور فيه إلا أمر واحد

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست